حذّر خبراء من أن طريقة تنظيم الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» لنهائيات كأس العالم 2030 ستتسبب في زيادة البصمة الكربونية للاتحاد فيما يتعارض مع التزاماته بشأن المناخ.
وكان الاتحاد قد أعلن الأسبوع الماضي عن إقامة نهائيات كأس العالم 2030 في ثلاث دول هي إسبانيا، والبرتغال، والمغرب، مشيراً إلى أن أوروغواي والأرجنتين وباراغواي ستستضيف هي الأخرى ثلاث مباريات للاحتفال بالذكرى المئوية للبطولة، الأمر الذي سيتسبب في سفر المشجعين عبر 6 دول لحضور أكثر من 100 مباراة، ما سيؤدي للعديد من الرحلات الجوية عبر المحيط الأطلسي وبالتالي زيادة الانبعاثات الكربونية المترتبة على كثرة التنقلات.
من ناحية أخرى، حذّرت دراسة حديثة يوم الأربعاء من أن الخسائر الاقتصادية العالمية لتغير المناخ قد تصل إلى خمسة تريليونات دولار في ظل تزايد الظواهر الجوية المتطرفة التي تتسبب في تلف المحاصيل والضغط على موارد الغذاء والمياه، وأجرت الدراسة مؤسسة لويدز العالمية للتأمين بالتعاون مع مركز كامبريدج لدراسة المخاطر.
ويتسبب التغير المناخي في ظواهر جوية متطرفة مثل حرائق الغابات والفيضانات الحادة والجفاف الشديد، وغيرها من الكوارث التي تتسبب في إخفاء معالم سياحية وأثرية قيّمة، وتدمير مناطق سكنية بأكملها، وتشريد آلاف البشر، بالإضافة إلى خسائر مادية فادحة.
ففي الولايات المتحدة وحدها، بلغت الخسائر المرتبطة بتغير المناخ خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام نحو 58 مليار دولار، وفقاً لبيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
وتسببت الكوارث الطبيعية المرتبطة بالتغير المناخي في نزوح ملايين البشر حول العالم داخل بلدانهم هذا العام، من بينهم 43.1 مليون طفل، وفقاً لبيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وتتوقع المنظمة أن تؤدي الفيضانات وحدها ستؤدي لنزوح 96 مليون طفل خلال الأعوام الثلاثين المقبلة.
وفيما يلي أبرز الظواهر الجوية المتطرفة التي شهدها العالم عام 2023.
حرائق الغابات
شهدت (هاواي) أعنف موجة لحرائق الغابات في الولايات المتحدة منذ ما يزيد على قرن، ما أودى بحياة 115 شخصاً على الأقل ودمر العديد من المعالم التاريخية والثقافية في لاهينا.
وكانت وتيرة اشتعال الحرائق تسارعت في مدينة لاهينا الواقعة بجزيرة ماوي بسبب الرياح العاتية من إعصار دورا، تزامناً مع شدة الجفاف وضعف هطول الأمطار، ما ساعد على انتشار الحرائق.
وقدّرت وكالة (موديز) الخسائر الناتجة عن حرائق هاواي بستة مليارات دولار أميركي.
في عام 2017، قدّر المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا التابع للحكومة الأمريكية العبء الاقتصادي السنوي لحرائق الغابات بما يتراوح بين 71.1 و347.8 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها.
الفيضانات والجفاف
تسببت درجات الحرارة المرتفعة في هطول أمطار قياسية، على سبيل المثال أدّت العاصفة دانيال إلى أضرار جسيمة في أنحاء جنوب شبه جزيرة البلقان كافة وغرب تركيا وشرق ليبيا. وتسببت في انفجار سدّين، وتدفق موجة عاتية من المياه عبر الجبال باتجاه المدينة الليبية الساحلية (درنة)، ما أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص، بينما جُرفت أحياء بأكملها في البحر.
من ناحية أخرى، تعاني دول القرن الإفريقي أسوأ حالات جفاف منذ عقود، إذ تؤدي الحرارة الشديدة إلى تسريع عملية التبخر، ما يؤدي إلى انخفاض المياه السطحية وجفاف التربة.
الحرارة الشديدة
شهد جنوب أوروبا موجة حارة غير مسبوقة أفسدت أوقات السائحين والسكان المحليين على حد سواء، وأعلنت وكالة «ناسا» أن شهر يوليو تموز الماضي هو أكثر الأشهر حرارة منذ بدء تسجيل القراءات عام 1880.
وقد تتسبب شدة الحرارة في مخاطر صحية جسيمة. على سبيل المثال، يتضاعف خطر الإصابة بنوبة قلبية قاتلة عندما تتداخل الحرارة الشديدة مع سوء نوعية الهواء، وفقاً لجمعية القلب الأميركية.
وفي الولايات المتحدة والشرق الأوسط، وصلت درجة حرارة البصيلة الرطبة (مقياس يشمل الحرارة والرطوبة وسرعة الرياح والإشعاع المرئي والأشعة تحت الحمراء إلى مستويات يعتبرها العلماء قاتلة.
حرارة المحيطات
حطمت درجات حرارة المحيطات أرقاماً قياسية هذا الصيف، حيث قدرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن أكثر من 40 في المئة من محيطات العالم تشهد ما يُسمّى بموجة الحرارة البحرية، إذ وصل متوسط درجة حرارة سطح المحيط العالمية إلى أعلى مستوياته على الإطلاق.
تمتص المحيطات ما يصل إلى 90 في المئة من الحرارة الناتجة عن انبعاثات الغازات الدفيئة.