ديزني وأديداس وجاب وريبوك.. هل تعلم أن مخلفات الملابس لهذه العلامات التجارية الشهيرة ينتهي بها الحال للحرق في مصانع وأفران الطوب في كمبوديا، فقد دفع ارتفاع تكاليف الطاقة المصانع لحرق نفايات الأزياء العالمية كبديل عن الوقود التقليدي، ما أثار القلق حول البيئة وصحة المواطنين.

ويوجد حالياً ما لا يقل عن سبعة مصانع تحرق مخلفات شركات الملابس العالمية الشهيرة بهدف توفير تكاليف الوقود، والتي عادة ما تحتوي على القماش والبلاستيك والمطاط وغيرها من المواد الصناعية، وفقاً لتقرير أوردته رويترز.

وبدأت معظم العلامات التجارية التي شملها التقرير تحقيقاً في الواقعة المذكورة بعد انتشار التقرير، في محاولة للسيطرة على استخدام مخلفات الأزياء في المصانع الكمبودية.

وكشف تقرير منفصل عام 2018 عن أكاديميين بريطانيين بجامعة لندن أن بقايا الملابس عادة ما تحتوي على مواد كيميائية سامة مثل مبيض الكلور والفورمالدهيد والأمونيا، فضلاً عن المعادن الثقيلة المستخدمة في الصباغة والطباعة.

وفي كمبوديا، أفاد العديد من عمال المصانع التي تحرق نفايات الملابس بأن هذا العمل يسبب لهم الصداع ونزيف الأنف ومشكلات في الجهاز التنفسي، ما يجعل المخاطر الصحية والبيئية المترتبة على تلك الممارسات أكثر من الفوائد التي قد تحققها المصانع من توفير تكاليف الوقود.

تداعيات حرق مخلفات مصانع الملابس على البيئة والصحة

قد يؤدي حرق نفايات الملابس إلى إطلاق مواد سامة للإنسان إذا لم تُدار ظروف الاحتراق بالطريقة السليمة، وقد يحتوي الرماد أيضاً على مستويات عالية من الملوثات، بحسب دراسة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي عام 2020 اطلعت عليها وكالة رويترز.

وبشكل عام، تُعد نفايات قطاع الأزياء من أكثر الملوثات البيئية، إذ يتم إنتاج نحو 100 مليار قطعة من الملابس حول العالم سنوياً، يذهب 92 مليون طن منها إلى مكبات النفايات، في حين تلجأ العديد من بيوت الأزياء العالمية للتخلص من الملابس غير المبيعة عن طريق الحرق باعتبارها الطريقة الأقل تكلفة للتخلص منها، وفقاً لتقرير أوردته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

وفي وقت سابق هذا العام، اتفقت دول الاتحاد الأوروبي بالإجماع على حظر التخلص من الملابس غير المبيعة بوسائل غير صديقة للبيئة والتركيز بدلاً من ذلك على الوسائل الأكثر أماناً مثل إعادة التدوير.

ويقدر إجمالي نفايات المنسوجات الصناعية القابلة لإعادة التدوير بنحو تسعة ملايين طن على مستوى العالم سنوياً، ما يزيد المخاوف من تحول حرق المنسوجات إلى اتجاه عالمي.