تسعى الصين إلى بناء أكبر سد في العالم لتوليد الطاقة الكهرومائية، ليتخطى سد «الخوانق الثلاثة»، في خطوة تستهدف تلبية احتياجات شعبها من الكهرباء، وسط أنباء عن بدء بنائه بالفعل سراً، ومخاوف من تداعياته على مصالح الدول المجاورة.

ويعتبر سد الخوانق الثلاثة هو أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية في العالم، الذي اكتمل بناؤه على نهر اليانغتسي في الصين عام 2006، كما يُعدّ أضخم سدود العالم وواحداً من أكبر المشاريع الهندسية في تاريخ البشرية.

ومع ذلك، فإن حجم السكان داخل الصين يتطلب الكثير من الكهرباء حتى تتمكن الشركات والأسر من الحصول على احتياجاتها، لذا، أعلنت الصين عام 2021 خطتها لبناء سد جديد ليصبح أكبر سد في العالم يعمل على توليد الطاقة الكهرومائية.

يضاف هذا السد إلى مشاريع الطاقة الكهرومائية الضخمة في الصين، الدولة التي تعرضت لانتقادات دولية بسبب استمرارها في استخدام الفحم في توليد الكهرباء.

ومن المفترض أن يُبنى السد الجديد على المنطقة السفلى من نهر يارلونج تشانغبو، الذي يقع في سفوح جبال الهيمالايا، على أن يستفيد من الطاقة الكامنة الموجودة في النهر نظراً لأنه جزء من حوض نهر براهمابوترا العابر للحدود.

وبمجرد اكتماله، من المتوقع أن تبلغ قدرة السد على توليد الطاقة الكهرومائية ثلاثة أضعاف طاقة سد الخوانق الثلاثة الحالي التي تُقدّر بنحو 22.5 ميغاواط، كجزء من هدف البلاد المتمثل في أن تصبح محايدة للكربون بحلول عام 2060.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، أثار هذا المشروع مخاوف وقلقاً عالمياً وسط اتهامات بأن الحكومة الصينية بدأت ببناء السد بشكل سري، ما قد يضر بمصالح الدول المجاورة المائية.

مخاوف الدول المجاورة

أعربت الهند وبنغلاديش عن قلقهما من أن يسفر بناء سد على هذا النهر عن خلق مشكلات في الإمدادات، خاصة وأنه قد يؤدي حتى إلى احتجاز الصين للمياه التي تتدفق عادة إلى هذه البلدان.

ولم تتشاور الصين مع البلدين المجاورين، وهو أمر إلزامي وفقاً لقواعد هلسنكي بشأن استخدامات مياه الأنهار الدولية، وهو مبدأ توجيهي دولي ينظّم كيفية استخدام الأنهار والمياه الجوفية المرتبطة بها التي تعبر الحدود الوطنية، والتي اعتمدها مجلس الأمن الدولي.

في غضون ذلك، تخطط الهند بالفعل لبناء سد بقدرة 10 غيغاواط على رافد مختلف في محاولة لتوليد الطاقة وحماية مصالحها المائية.

لا يوجد حالياً جدول زمني لموعد الانتهاء من بناء السد، لكن المجتمع الدولي يراقب عن كثب بسبب التأثير الكبير الذي سيحدثه ليس فقط في الصين ولكن في جميع أنحاء المنطقة المحيطة.