تتزايد التحذيرات في اليونان بشأن الانخفاض المقلق في مخزونات المياه تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، ما يهدد بحدوث جفاف بحسب الخبراء.
وكشفت بيانات «إيداب» الشركة المشغلة لخزان المياه الرئيسي في منطقة أتيكا غرب أثينا، أن المنطقة تعرضت لانخفاض بنسبة 30 في المئة في مخزونات المياه في بداية يوليو تموز الجاري، مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي.
وتدعو «إيداب»، التي صنفت المنطقة ضمن مستوى الإنذار الأصفر، سكان أتيكا البالغ عددهم 3.7 مليون نسمة، ما يوازي ثلث سكان اليونان، إلى مراقبة استهلاكهم من المياه بعناية.
وفي أثينا، تُبث يومياً في وسائل الإعلام وعلى شبكات التواصل الاجتماعي نداءات لرفع مستوى الوعي بين السكان، ومن رسائل التنبيه الموجهة للسكان، على سبيل المثال، «عندما لا تملؤون حوض الاستحمام بالمياه فإنكم توفرون ما يصل إلى 150 لتراً من الماء»، أو «أغلقوا الصنبور عندما تنظّفون أسنانكم».
ويؤثر نقص المياه بشكل حاد على الجزر السياحية إذ توجد وحدات تحلية وحفر لتلبية احتياجات السكان الذين تزداد أعدادهم في الصيف.
السياحة.. خطر إضافي
يقول أستاذ إدارة الموارد المائية في جامعة ثيساليا نيكيتاس ميلوبولوس لوكالة فرانس برس إن الطلب على المياه في بعض الجزر التي تستقطب السياحة خلال فصل الصيف «يكون في بعض الأحيان أكبر بمئة مرة منه في الشتاء».
كذلك، ينتقد هذا الخبير فشل إدارة المياه في اليونان حيث ثمة نقص في السدود، والهدر المتكرر خلال ري الأراضي من المزارعين.
وفي هذا الإطار، أعلنت هيئة الحماية المدنية «حالة طوارئ» في جزيرة ليروس لشهر واحد في نهاية حزيران يونيو، وثمة جزر أخرى، بينها سيفنوس في سيكلاديس، وخيوس في شمال بحر إيجه، وليفكادا وكورفو في البحر الأيوني (غرب)، وكذلك السهول الكبرى في البر الرئيسي لليونان أو مقاطعة مقدونيا (شمال)، مهددة أيضاً بسبب نقص المياه.
وأعلن رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس أثناء زيارة له إلى ليفكادا في بداية يوليو تموز، عن إطلاق أحد أكبر مشاريع إمدادات المياه في اليونان لتغطية احتياجات الجزيرة.
السبب.. تغير المناخ
أعقب فصل الشتاء الأكثر اعتدالاً على الإطلاق ارتفاعٌ في درجات الحرارة في فصل الربيع، خصوصاً في يونيو حزيران الذي كان الأشد حرارة منذ عام 1960، بحسب بيانات رسمية، ما يشير إلى تداعيات تغير المناخ في المنطقة.
وعانت اليونان أيضاً من موجة حرّ مبكرة، إذ بلغت الحرارة 44 درجة مئوية محلياً في أوائل يونيو 2024، بينما ترتفع درجات الحرارة هذه الأيام إلى 41-42 درجة مئوية.
لكنّ المدير العام لهيئة «إيداب» خارالامبوس ساخينيس يحاول الطمأنة، مؤكداً وضع «خطة خاصة» بهدف التعامل مع الظواهر المتطرفة المرتبطة بنقص المياه، وقد أكد أخيراً في مقابلة مع وكالة الأنباء اليونانية وجود استثمارات حالياً تناهز 750 مليون يورو لهذه الغاية.
وتقول العالمة المتخصصة في الموارد المائية والباحثة في جامعة أثينا، إليزافيت فيلوني، لوكالة فرانس برس إن الهيئة العامة للموارد المائية تستعد أيضاً لإعادة العمل في بحيرة يليكي، وهو خزان إضافي قرب أثينا.
وتضيف «ومع ذلك، هذا الحل يستهلك الكثير من الطاقة لأنه يجب ضخ المياه فيما لدى مجرى مورنوس المائي منحدر طبيعي»، مشيرة إلى أن «إنشاء هيئة مركزية أمر ضروري لتطوير مقاربة شاملة للموارد في جميع أنحاء البلاد».