تجري شركة ريو تينتو محادثات لشراء شركة أركاديوم، المنتجة لليثيوم، كما أكدت الشركتان اليوم الاثنين، حيث تحاول شركة التعدين العالمية إنجاز الصفقة استغلالاً لانخفاض أسعار المعدن الضروري لتحول العالم إلى الطاقة النظيفة، حيث يدخل في إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية. وإذا تمت الصفقة سيتعزز صعود ريو تينتو لتصبح واحدة من أكبر موردي الليثيوم، خلف ألبمارل وإس كيو إم.
وذكرت رويترز يوم الجمعة أن الشركتين كانتا تُجريان محادثات، وتُقدر قيمة أركاديوم بقيمة تتراوح بين 4 و6 مليارات دولار أميركي أو ربما أكثر.
وأعلنت الشركتان، اليوم الاثنين، في بيانين منفصلين، الصفقة المُحتملة دون تقديم معلومات مالية، بعد أشهر من التكهنات. وقالت ريو في بيانها «العرض غير ملزم وليس هناك يقين من أن أي معاملة سيتم الموافقة عليها أو ستتم». وقالت الشركتان إنهما لن تعلقا أكثر.
وارتفعت أسهم شركة أركاديوم الأسترالية بنحو 46 في المئة لتصل إلى 6.09 دولار أسترالي للسهم (4.13 دولار أميركي)، وامتد الأثر إلى أسهم شركات الليثيوم الأخرى المدرجة في أستراليا، حيث ارتفعت أسهم القطاع بنسب تتراوح بين 2 في المئة و10 في المئة، بينما انخفضت أسهم ريو تينتو بنسبة 2 في المئة.
كان الانخفاض الأخير في أسعار الليثيوم، والذي يرجع جزئياً إلى العرض المفرط من الصين، قد أدّى إلى انخفاض أسهم أركاديوم بأكثر من 50 في المئة منذ يناير، ما جعلها هدفاً جذاباً، ولكن من المتوقع أن يرتفع الطلب على الليثيوم في وقتٍ لاحق من هذا العقد مع النمو في إنتاج بطاريات الليثيوم أيون.
من خلال شراء أركاديوم ستحصل ريو على إمكانية الوصول إلى مناجم الليثيوم ومرافق معالجة المعدن في الأرجنتين وأستراليا وكندا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى قاعدة عملاء تشمل تسلا وبي إم دبليو وجنرال موتورز.
وقال محللون في كاناكورد إن الشركة الناتجة عن الاستحواذ ستمثل نحو 10 في المئة من إمدادات الليثيوم بحلول عام 2030.
التسعير المناسب للصفقة
حذّر آندي فورستر، مدير المحفظة لدى أرجو للاستثمارات، التي تمتلك أسهماً في الشركتين، من التقييمات المرتفعة لشركة أركاديوم، مشيراً إلى أن الشركة تمتلك العديد من مصادر النمو ولكنها لا تمتلك الميزانية الكافية لتطويرها واستغلالها، “اقتصاديات التسعير طويل الأجل لليثيوم ليست كما كانت عليه“.
ولكن المحللين في «تي دي كاون» يتوقعون نمو إنتاج أركاديوم بنسبة 78 في المئة على مدى السنوات الثلاث المقبلة، الأمر الذي سيولّد أرباحاً بقيمة 1.3 مليار دولار أميركي عام 2028، وقالوا في مذكرة في الرابع من أكتوبر تشرين الأول الحالي «بينما لا نرى حاجة لبيع أركاديوم، فإننا نتخيل أن محادثات التقييم يجب أن تبدأ عند 5 دولارات أميركية أو أكثر للسهم»، وهذا يعني زيادة لا تقل عن 60 في المئة على إغلاق أركاديوم عند 3.08 دولار أميركي في الرابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقالت شركة بلاكواتل للاستثمار، في رسالة إلى أركاديوم، إن سعر البيع العادل للشركة هو 8 مليارات دولار أميركي، ويجب أن تكون الشركة على استعداد للانسحاب من عرض انتهازي.
وقال مايكل تيران، الشريك في شركة بلاكواتل للاستثمار، إن أركاديوم في وضع جيد لتجاوز الانخفاض الطارئ في الأسعار الذي دفعها إلى تأجيل تطوير بعض المشاريع في الأرجنتين وكندا، ولكن الشركة ما زالت قادرة على تأمين مصادر تمويل للمشاريع القائمة، «هناك تخوف من أن تأتي شركة، مثل ريو، وتشتري عند أدنى مستوى وتضيع كل فرص الصعود».