بدأ العد التنازلي لنهاية مؤتمر الأطراف للمناخ كوب 29 الذي تستضيفه العاصمة الأذربيجانية باكو، والذي يُنهي فعالياته في 22 من نوفمبر الجاري.
ولم تكشف الدول المتقدمة بعد علناً عن حجم التمويل الدولي العام الذي سيتم الاتفاق عليه مع نهاية المفاوضات بين الأطراف.
على سبيل المثال لا الحصر الاتحاد الأوروبي يناقش رقماً يتراوح بين 200 مليار دولار إلى 300 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035 لكنه رفض الاعتماد على هذا الرقم علناً، بحسب ما نشرته صحيفة بوليتيكو.
الاتحاد الأوروبي وتمويل المناخ
من هنا قالت مبعوثة المناخ الألمانية جنيفر مورجان للصحفيين إن الاتحاد الأوروبي يأخذ مسألة الأرقام ويقيم مصادر التمويل المحتملة «بجدية بالغة».
وقالت: «أحد أسباب عدم وجود رقم ألماني أو رقم للاتحاد الأوروبي حتى الآن هو أننا لا نريد فقط الحصول على رقم من السماء»، وأضافت: «نحن نعمل من أجل اتباع نهج جديد حديث وعادل لتمويل المناخ».
وأشارت إلى أن الأرقام المتعلقة بحجم الهدف، بالإضافة إلى الهيكل والمسألة الشائكة المتعلقة بتوسيع المساهمين إلى ما هو أبعد من المجموعة التقليدية للدول الغنية «ستكون جزءاً من الحزمة النهائية».
مجموعة الـ77 تطالب بـ1.3 تريليون دولار
فيما قال المفاوض الأوغندي أدونيا أيباري، متحدث نيابة عن مجموعة الـ77 التي تضم جميع الدول النامية: «نحن بحاجة إلى رقم كعنوان رئيسي للنص».
ويطالب المفاوض الأوغندي بنصّ يستند إلى مبلغ 1300 مليار دولار من الحاجات السنوية للبلدان النامية، ويعود للدول أن تتفاوض على كيفية تمويل هذه المساعدات بالتحديد.
وقال رئيس مجموعة الدول الأفريقية، علي محمد، إنه على الرغم من أنهم كانوا يأملون في إحراز بعض التقدم حتى الآن، إلا أنه لم يكن هناك سوى «صمت» من جانب الدول المتقدمة.
وأضاف للصحفيين في مؤتمر الأطراف COP29: «هذا أمر محبط ومخيب للآمال للغاية».
التمويل.. أزمة مستمرة
من جهته، أفاد كريس بوين، وزير البيئة الأسترالي المكلف بإعداد نص الاتفاق مع وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد، أمام الجلسة العامة بأن الأرقام التي تتم مناقشتها تشمل 1.3 تريليون دولار و440 مليار دولار، و600 مليار دولار، و900 مليار دولار، وهي جميع المبالغ التي اقترحتها البلدان النامية.
وقالت الرئيسة المشاركة في إعداد النص ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة المصرية، إن المناقشات حول هيكل هدف تمويل المناخ لا تزال متباينة من حيث وجهات النظر، وتشير هذه المصطلحات إلى الأنواع المختلفة من التمويل التي يمكن احتسابها ضمن الهدف بما في ذلك الاستثمارات الخاصة على نحو مثير للجدل.
التمويل والدعم السياسي
المشاركون في كوب 29 أجمعوا خلال مناقشات عدة في أروقة ستاد باكو الأوليمبي المقامة على أرضه فعاليات مؤتمر الأطراف للمناخ أن قضية التمويل تحتاج دائماً إلى توجيه ودعم سياسي بالإضافة إلى المزيد من العمل الفني.
لذلك حثت رئاسة كوب 29 على ممارسة «الدبلوماسية» لإيجاد أرضية مشتركة طموحة بحلول يوم الجمعة، عند ختام المؤتمر.
في المقابل وفي ضوء عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يكثّف الأوروبيون اللقاءات ويجاهرون بالتعاون مع الصين، وقد جالت الألمانية جينيفر مورغان مساء الثلاثاء في أروقة مكاتب الوفود برفقة المبعوث الصيني للمناخ ليو جينمين.
وقد لا تكون الدول السبع والعشرون العضو في التكتّل الأوروبي متفقة فيما بينهما، بحسب بعض المصادر.
البلدان الغنية ومعضلة التمويل المناخي
طالبت البلدان الثرية بمعرفة كيف ستقرن أموالها العامة بموارد مالية أخرى (مثل الأموال الخاصة والضرائب الجديدة)، حرصاً منها على ضمان استفادة المجتمعات الأكثر هشاشة من هذه المساعدات.
وقال وزير المناخ الدنماركي لارس أوغورد في تصريحات لوكالة فرانس برس: «لا بد من توسيع قاعدة المساهمين لأن بلدانا كانت فقيرة في 1990 باتت تتمتع اليوم بمستوى عيش هو قريب كثيراً أو حتى أعلى من المستوى السائد في البلدان الأوروبية الأكثر فقراً».