فاقت الخسائر السنوية والفصلية لشركة الرقائق العملاقة «إنتل» توقعات المحللين. إذ كشف تقريرها للربع الأخير من السنة انخفاض إيراداتها بنسبة 32 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 14 مليار دولار فقط.
في حين كان من المتوقع أن يظهر التقرير انخفاض إيرادات الشركة بنحو 30 في المئة وألاّ تتجاوز 14.45 مليار دولار. كما سجلت الشركة خسارة صافية بلغت 664 مليون دولار، مقارنة بأرباح قدرها 4.62 مليار دولار في الربع نفسه من العام الماضي.
وما أن أعلنت شركة الرقائق الأميركية عن نتائجها السنوية والفصلية يوم الخميس الموافق 26 يناير كانون الثاني، هبط سهمها بنسبة 9 في المئة على الرغم من أن «إنتل» لم تعلن عن تخفيض حصص توزيع الأرباح. لكنه عاد لينتعش يوم الجمعة بنسبة 1.3 في المئة بعد أن سجلت أسهم الشركات المنافسة ارتفاعاً ملحوظاً. فعلى سبيل المثال، ارتفعت أسهم الشركة الكورية، «سامسونغ للإلكترونيات»، أكثر من 1 في المئة، كما ارتفعت أسهم «إنفيديا» الأميركية بأكثر من 2.4 في المئة.
موجز التقرير للربع الأخير لعام 2022:
- الأرباح: 16 سنتاً للسهم، انخفاضاً بنسبة 114 في المئة على أساس سنوي
- الإيرادات: 14.0 مليار دولار، انخفاضاً بنسبة 32 في المئة على أساس سنوي
- خسارة صافية: 644 مليون دولار، انخفاضاً بنسبة 114 في المئة على أساس سنوي
موجز التقرير السنوي لعام 2022:
- الأرباح: 1.94 دولاراً للسهم، انخفاضاً بنسبة 60 في المئة على أساس سنوي
- الإيرادات: 63.1 مليار دولار، انخفاضاً بنسبة 20 في المئة على أساس سنوي
- أرباح صافية: 8.014 مليارات دولار، انخفاضاً بنسبة 60 في المئة على أساس سنوي
أسباب الخسائر
من أهم الأسباب التي أدّت إلى هذه الخسائر هو تراجع سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية بعد الطفرة التي خلقتها جائحة كورونا. إذ في الربع الأخير من العام الماضي، ساهمت مجموعة حوسبة العميل (Client Computing Group) التابعة لشركة «إنتل»، والتي تشمل رقائق الكمبيوتر، في تحقيق إيرادات بلغت 6.6 مليارات دولار فقط، ما يعادل انخفاض بنسبة 36 في المئة مقارنة بالفترة الزمنية نفسها لعام 2021.
فبعد طفرة استمرت عامين مدعومة بمبدأ العمل والدراسة عن بُعد أثناء الجائحة، تراجعت نسبة الطلب في أسواق أجهزة الكمبيوتر والخوادم على حد سواء، مما أدى إلى تباطؤ مبيعات أجهزة الكمبيوتر وتكدّس الرقائق لدى صانعي الكمبيوتر الذين يعتبرون من أهم عملاء «إنتل». إذ بلغ إجمالي شحنات الكمبيوترات الشخصية حول العام 65.3 مليون وحدة خلال الربع الأخير من العام 2022، مسجلة تراجعاً بمعدّل 28.5 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2021، وذلك وفقاً للتقديرات الأولية الصادرة عن شركة «غارتنر» للأبحاث. ويعدّ هذا أعلى معدّل للتراجع ربع السنوي في الشحنات منذ أن بدأت شركة الأبحاث في رصد شحنات أسواق الكمبيوتر الشخصي منتصف التسعينات.
كما يتوقع الرئيس التنفيذي لشركة «إنتل» بات غيلسنجر أن تكون مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصية خلال العام حوالي 270 مليون إلى 295 مليون فقط.
ماذا على المستثمر أن يتوقع هذا العام؟
يمكن استخلاص إجابة هذا السؤال من رفض «إنتل» تقديم توقعات للعام بأكمله بسبب «حالة عدم اليقين في البيئة الحالية»، بحسب وصف غيلسنجر. كما قالت الشركة في عرض تقديمي عن نتائجها بأنها ستتعامل مع «الرياح الاقتصادية المعاكسة المستمرة»، خلال النصف الأول من العام على الأقل.
وحسب توقعات عملاق الرقائق الإلكتروني الأميركي، فإن الشركة تتنبأ في الربع الأول لهذا العام خسارة صافية قدرها 8 سنتات للسهم على إيرادات 10.5 مليارات دولار إلى 11.5 مليار دولار. أمّا المحللون، فتوقعاتهم كالآتي: أرباح قدرها 24 سنتاً للسهم، وإيرادات بقيمة 13.93 مليار دولار.
إذاً، فالأجدر على المستثمر ليس فقط توقع الخسائر، بل عليه أن يتساءل: «هل من مزيد؟».