{{ article.article_title }}

{{ article.image_path && article.image_path.media_type !== '6' ? article.image_path.image_caption : '' }}
{{ article.image_path && article.image_path.media_type !== '6' ? article.image_path.image_caption : '' }}
author image clock

{{ article.author_name }}

{{ article.author_info.author_description }}

«مراكز البيانات في السعودية ستُعامل كالسفارات، والمملكة تهدف إلى تصدير البيانات بدلاً من النفط».. بهذه الكلمات أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان، خلال جلسة نقاشية في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، الأهمية الاستراتيجية التي توليها السعودية لمراكز البيانات والبنية التحتية الرقمية.

وأشار الوزير إلى أن المخاوف الأوروبية والأميركية بشأن نقل مراكز البيانات إلى دول أخرى ترتبط بشكل أساسي بحماية البيانات السيادية، وأوضح أن السعودية تعمل على تطوير إطار تنظيمي يضمن حماية مراكز البيانات بشكل كامل، ما يجعلها بمنزلة مناطق سيادية مخصصة لحفظ البيانات.

وأضاف الجدعان أن المملكة تسعى للاستفادة من مزاياها التنافسية عبر استخدام الطاقة المتوفرة محلياً لبناء بنية تحتية رقمية متطورة قادرة على تصدير البيانات إلى العالم، بدلاً من الاعتماد على تصدير الطاقة التقليدية.

بين الحاضر والمستقبل

شهدت السعودية خلال السنوات الأخيرة قفزات نوعية في تطوير بنيتها التحتية الرقمية، ضمن رؤية المملكة 2030.

وتهدف هذه الرؤية إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط من خلال الاستثمار في قطاعات التكنولوجيا والابتكار.

مراكز البيانات أصبحت الآن أحد أعمدة هذا التحول الرقمي، وتسعى المملكة لجعل نفسها مركزاً عالمياً لتخزين ومعالجة البيانات، مستغلةً موقعها الجغرافي الاستراتيجي ومواردها الوفيرة من الطاقة المتجددة.

رؤية شركة "داتا فولت" لدعم التحول الرقمي

تلعب شركات مثل «داتا فولت» دوراً رئيسياً في تحقيق رؤية المملكة للتحول الرقمي، راجيت ناندا الرئيس التنفيذي للشركة، قال في تصريح لـCNN الاقتصادية، إن المملكة تعمل على تكييف قوانين حماية البيانات بما يتماشى مع أفضل المعايير العالمية.

وأضاف أن الحكومة السعودية بدأت في تخصيص مناطق محددة لحماية البيانات السيادية، ما يسمح للدول الأجنبية والمؤسسات العالمية باستضافة بياناتها في المملكة مع ضمان السيطرة الكاملة عليها.

 التنظيم والسيادة الرقمية

تسعى السعودية، بالتعاون مع شركاء دوليين، إلى وضع إطار تنظيمي صارم يضمن حماية البيانات السيادية على أعلى مستوى، هذه الخطوة تعزز الثقة لدى المؤسسات العالمية التي تتطلع إلى استضافة بياناتها في المملكة، ما يسهم في ترسيخ مكانة السعودية كمركز إقليمي وعالمي لحفظ البيانات.

إحدى الركائز الأساسية التي تعتمد عليها السعودية في بناء بنيتها التحتية الرقمية هي وفرتها الكبيرة من مصادر الطاقة المتجددة، وأوضح ناندا أن السعودية تُظهر ريادة عالمية في تطوير حلول الطاقة الخضراء بأسعار تنافسية للغاية.

وأضاف أن الموقع الجغرافي للسعودية، الذي يمر عبره نحو 70% من حركة البيانات بين الشرق والغرب، يمنحها ميزة استراتيجية فريدة، ومع الاستثمارات المتزايدة في كابلات الألياف الضوئية والبنية التحتية السحابية، ستتمكن المملكة من توفير خدمات اتصال ذات سرعة فائقة وربط القارات الثلاث؛ إفريقيا وأوروبا وآسيا.

أوضح ناندا أن شركة داتا فولت تعمل على تطوير مراكز بيانات تعتمد على تقنيات مبتكرة، تهدف إلى تقديم حلول مرنة تتماشى مع التطورات المستمرة في صناعة الحوسبة والذكاء الاصطناعي، وأضاف «نركز على بناء مراكز بيانات متطورة تُدمج فيها أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، معتمدين على حلول طاقة مستدامة ومنخفضة الكربون»، وأضاف أن هذه المراكز مصممة لاستيعاب الزيادة المستمرة في كثافة المعدات، ما يجعلها قادرة على دعم متطلبات الحوسبة المتقدمة بأسعار تنافسية وبأدنى تأثير بيئي.

من تخزين البيانات إلى تصديرها

تتطلع السعودية إلى الانتقال من مجرد تخزين البيانات إلى تصديرها والاستفادة منها كسلعة استراتيجية، وفقاً لناندا فإن هذا التحول يتطلب بناء بنية تحتية متكاملة، تشمل التدريب على الذكاء الاصطناعي ونشر نماذج التعلم الآلي، إضافة إلى تقديم الخدمات السحابية المتقدمة.

وأضاف ناندا «السعودية تستثمر في بناء الخبرات وتطوير الإمكانيات التي ستمكّنها من أن تصبح مركزاً عالمياً لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن تقديم خدمات حوسبة فائقة السرعة بتكاليف منخفضة للغاية».

رغم الطموحات الكبيرة، تواجه المملكة تحديات رئيسية تتعلق بجذب الكفاءات وتطوير الخبرات التقنية اللازمة لضمان استدامة هذا النمو، ومع ذلك فإن شركات مثل داتا فولت ترى أن التعاون مع الشركاء الدوليين والابتكار المستمر هما المفتاح لتحقيق هذه الطموحات.