أفادت مصادر مطلعة بأن شركة «تي إس إم سي» التايوانية لصناعة أشباه الموصلات عرضت على كبرى الشركات الأميركية المتخصصة في تصميم الرقائق الإلكترونية، ومن بينها «إنفيديا» و«إيه إم دي» و«برودكوم»، المشاركة في مشروع مشترك مع شركة إنتل الأميركية في مجال تصنيع الرقائق، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز. وفقاً لأشخاص مطلعين على المحادثات، ستتولى شركة «تي إس إم سي» إدارة العمليات في القسم المتخصص بتصنيع الرقائق في شركة «إنتل» الأميركية، على ألّا تتجاوز حصتها في المشروع 50 في المئة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
كما أوضح مصدران آخران أن شركة «كوالكوم» كانت ضمن الأطراف التي تمت مخاطبتها من جانب الشركة التايوانية.
وأشارت المصادر إلى أن أية صفقة نهائية بشأن هذا المشروع يجب أن تحظى بموافقة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ إن واشنطن لا ترغب في أن تؤول ملكية قسم تصنيع الرقائق في «إنتل» بالكامل إلى أطراف أجنبية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وكانت قيمة أصول المعدات والمصانع في قسم الرقائق التابع لـ«إنتل» قد بلغت 108 مليارات دولار حتى نهاية ديسمبر كانون الأول 2024، فيما سجلت الشركة خسارة صافية قدرها 18.8 مليار دولار في العام ذاته، وهي الأولى لها منذ عام 1986.
ردود فعل متباينة
على الرغم من تأييد أعضاء مجلس إدارة «إنتل» لصفقة محتملة مع تي إس إم سي، فإن بعض المديرين التنفيذيين في الشركة يعارضون ذلك بشدة.
وكانت شركة «كوالكوم» قد انسحبت سابقاً من محادثات الاستحواذ الجزئي أو الكامل على «إنتل».
وفي سياق متصل، أفادت مصادر لـ«رويترز» الأسبوع الماضي بأن «إنفيديا» و«برودكوم» تُجريان بالفعل تجارب تصنيع مع «إنتل»، باستخدام أحدث تقنياتها المعروفة باسم «18A»، فيما تدرس شركة «AMD» أيضاً مدى ملاءمة التقنية ذاتها لمنتجاتها.
عوائق تقنية أمام المشروع
على الرغم من أهمية المشروع، تواجه الشركتان تبايناً كبيراً في تقنيات الإنتاج والمواد الكيميائية ومعدات تصنيع الرقائق المستخدمة في مصانعهما، ما قد يجعل التكامل بينهما مكلفاً ومعقداً للغاية.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الاختلافات كانت نقطة خلاف رئيسية خلال المفاوضات التي جرت بين الشركتين في وقت سابق.
موقف إدارة ترامب وتأثير الصفقة
أوضحت المصادر أن المفاوضات بشأن المشروع المشترك تمّت قبل إعلان تي إس إم سي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 3 مارس آذار الماضي عزمها استثمار 100 مليار دولار لبناء خمسة مصانع جديدة في الولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعرب مراراً عن دعمه توطين صناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة في ظل التوترات التجارية المتصاعدة مع الصين، ما دفع إدارته إلى الطلب من الشركات الكبرى الاستثمار محلياً.
يُشار إلى أن «إنتل» سجلت ارتفاعاً بنسبة 6 في المئة في أسهمها في التداولات الأميركية المبكرة بعد الإعلان عن هذه المحادثات، فيما بدأ قسم تصنيع الرقائق التابع لها يعاني من ضغوط مالية كبيرة عقب تسجيل الشركة خسائر ضخمة بلغت 18.8 مليار دولار في 2024، وهي أول خسارة سنوية لها منذ نحو أربعة عقود.