قفزة في أسهم إنتل بعد التفاؤل بتعيين رئيس تنفيذي جديد لإنقاذ العملاق المتعثر

قفزة في أسهم إنتل بعد التفاؤل بتعيين رئيس تنفيذي جديد لإنقاذ العملاق المتعثر

ارتفعت أسهم شركة إنتل بنسبة 15% بعد إعلان تعيين ليب-بو تان كرئيس تنفيذي جديد للشركة، حيث تم تكليف العضو السابق بمجلس الإدارة والخبير المخضرم في صناعة أشباه الموصلات بواحدة من أصعب المهام في صناعة الرقائق الإلكترونية.

وأعلنت الشركة في بيان صدر يوم الأربعاء أن تان (65 عاماً) سيتولى المنصب ابتداء من 18 مارس، كما سينضم مجدداً إلى مجلس الإدارة بعد استقالته في أغسطس 2024.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

مهمة صعبة لاستعادة أمجاد عملاق متعثر

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

تم تكليف تان، الرئيس السابق لشركة كادينس ديزاين سيستمز، بمهمة استعادة مكانة شركة رائدة في صناعة الرقائق أصبحت الآن متأخرة عن منافسيها، فبعد أن هيمنت إنتل على مجال أشباه الموصلات لعقود، تواجه الشركة الآن خسائر في حصتها السوقية، وانتكاسات في التصنيع، وانخفاضاً حاداً في أرباحها، كما أنها مثقلة بالديون واضطرت مؤخراً إلى الاستغناء عن نحو 15,000 وظيفة.

ثقة متجددة في الأسواق المالية

أثار الإعلان تفاؤلاً بين المستثمرين، ما دفع سعر السهم إلى 23.70 دولار في نيويورك يوم الخميس، مسجلاً أكبر مكسب في يوم واحد منذ ما يقرب من شهر، كما رفع محللو بنك أوف أميركا تصنيف أسهم الشركة إلى "محايد"، مشيرين إلى "السجل الحافل" لتان، وحتى إغلاق يوم الأربعاء، كان السهم قد انخفض بأكثر من 50% خلال الاثني عشر شهراً الماضية مع ازدياد الضبابية حول مستقبل الشركة.

وفي مذكرة لموظفي إنتل، قال تان إنه واثق من قدرته على تحويل مسار الأعمال.

وأضاف: "هذا لا يعني أن الأمر سيكون سهلاً، لن يكون كذلك، لكنني انضممت لأنني أؤمن بكل ذرة في كياني أن لدينا ما يلزم للفوز، تلعب إنتل دوراً أساسياً في النظام البيئي التكنولوجي، سواء في الولايات المتحدة أو في جميع أنحاء العالم".

التحديات الكبرى أمام القيادة الجديدة

تمت إقالة سلف تان، بات غيلسينغر، من قبل مجلس الإدارة بسبب الفشل المتصور في تجديد خط إنتاج إنتل، ومن أبرز التحديات؛ إنشاء رقاقة مسرّعة للذكاء الاصطناعي يمكنها منافسة منتجات شركة إنفيديا، هذه الشركة التي كانت في السابق تحت ظل إنتل، شهدت ارتفاعاً هائلاً في إيراداتها وقيمتها السوقية خلال العامين الماضيين بفضل طفرة الحوسبة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.

وقال ستيسي راسغون، محلل في برنشتاين: "هذا جيد لإنتل، لو كان عليّ اختيار شخص ما، لكان ليب-بو على رأس تلك القائمة".

الاستراتيجية المستقبلية

كان غيلسينغر قد شرع أيضاً في تحويل إنتل إلى مسبك للرقائق -مصنع تعاقدي يصنع منتجات لعملاء خارجيين- لكن هذا الجهد لا يزال في مراحله الأولى.

وأشار تان إلى أنه سيواصل السير في هذا المسار، وقال في المذكرة التي نُشرت على موقع الشركة: "سنعمل بجد لاستعادة مكانة إنتل كشركة منتجات عالمية المستوى، وتأسيس أنفسنا كمسبك عالمي المستوى وإسعاد عملائنا كما لم يحدث من قبل، هذا ما تتطلبه منا هذه اللحظة ونحن نعيد تشكيل إنتل للمستقبل".

لا تزال إنتل واحدة من أكبر صانعي الرقائق في العالم من حيث الإيرادات، بمبيعات سنوية تزيد على 50 مليار دولار، ومعالجاتها هي المكون الرئيسي في أكثر من 70% من أجهزة الكمبيوتر الشخصية وأجهزة الخوادم في العالم، ولا تزال مصانع الشركة تمثل جزءاً كبيراً من القدرة العالمية للتصنيع المتقدم.

هفوات أثرت على الحصة السوقية

لكن الهفوات في تطوير المنتجات سمحت للمنافسين باكتساب ميزة، فبالإضافة إلى إنفيديا، فازت شركة أدفانسد مايكرو ديفايسز بحصة سوقية في أجهزة الكمبيوتر الشخصية والخوادم، وهي في وضع أفضل من إنتل لاختراق سوق رقائق الذكاء الاصطناعي، وفي ظل هذه التحديات، لم تعد إنتل حتى ضمن أفضل 10 شركات في صناعة الرقائق حول العالم من حيث القيمة السوقية.