يعتقد باحثون من كلية دارتموث بالولايات المتحدة أنهم قادرون على تطوير أدوات وتطبيقات مدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة على تقديم علاج نفسي موثوق، ما يُميّز عملهم عن تطبيقات الصحة النفسية غير المثبتة علمياً، والمشكوك فيها أحياناً، والتي تغمر السوق اليوم. يُعالج تطبيق باحثي داراتموث «ثيرابوت»، النقص الحاد في أخصائيي الصحة النفسية في البلاد.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وفقاً لنيك جاكوبسون، الأستاذ المساعد في علوم البيانات والطب النفسي بكلية دارتموث، فإنه حتى لو تمت مضاعفة العدد الحالي للمعالجين عشرة أضعاف، فلن تتم تلبية الطلب المتزايد على الطب النفسي.
نشر فريق دارتموث مؤخراً نتائج دراسة سريرية تُظهر التأثير الإيجابي لثيرابوت في مساعدة الأشخاص الذين يعانون القلق والاكتئاب واضطرابات الأكل.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ومن المقرر إجراء تجربة جديدة لمقارنة نتائج ثيرابوت بالعلاجات التقليدية.
ويبدو أن المؤسسات الطبية متقبلة لهذا الابتكار.
وصفت المدير الأول للابتكار في الرعاية الصحية في الجمعية الأميركية لعلم النفس (APA)، فايل رايت، «مستقبلاً سنشهد وجود روبوت دردشة مُولّد بالذكاء الاصطناعي مُتجذر في العلوم، يُشارك في إنشائه خبراء، ويُطوّر بغرض معالجة الصحة النفسية».
أشارت رايت إلى أن هذه التطبيقات «واعدة للغاية، خاصة إذا تم تطويرها ورقابتها بمسؤولية أخلاقية»، لكنها أعربت عن مخاوفها بشأن الضرر المحتمل الذي قد يلحق بالمستخدمين الأصغر سناً.
الرعاية أم المال؟
كرّس فريق جاكوبسون حتى الآن ما يقرب من ست سنوات لتطوير (ثيرابوت)، واضعاً السلامة والتأثير الإيجابي أهدافاً رئيسية، ويعتقد مايكل هاينز، الطبيب النفسي والقائد المشارك للمشروع، أن التسرع في تحقيق الربح من شأنه أن يضر بسلامة المرضى.
يُعطي فريق دارتموث الأولوية لفهم كيفية عمل معالجهم الرقمي وبناء الثقة مع المستخدمين، ويدرسون إنشاء كيان غير ربحي مرتبط بثيرابوت لجعل العلاج الرقمي متاحاً لمن لا يستطيعون تحمل تكاليف المساعدة النفسية الشخصية التقليدية.
مع النهج الحذر لمطوريه، قد يكون ثيرابوت رائداً في سوق تطبيقات الدعم النفسي، خاصة أن السوق يعج بالتطبيقات (غير المُجرّبة) التي تدّعي قدرتها على معالجة الوحدة والحزن ومشكلات نفسية أخرى.
وفقاً لفايل رايت، تم تصميم العديد من التطبيقات لجذب الانتباه وتحقيق الإيرادات بدلاً من تحسين الصحة النفسية، حيث تخبر هذه التطبيقات الناس بما يريدون سماعه، ولا يدرك المستخدمون الشباب أنهم يتعرضون للتلاعب.
أقرت دارلين كينغ، رئيسة لجنة تكنولوجيا الصحة النفسية في الجمعية الأميركية للطب النفسي، بإمكانات الذكاء الاصطناعي في معالجة تحديات الصحة النفسية، لكنها أكدت ضرورة الحصول على مزيدٍ من المعلومات قبل تحديد الفوائد والمخاطر الحقيقية، وأشارت إلى أنه «لا تزال هناك الكثير من الأسئلة تجب إجابتها».
تجاوز فريق ثيرابوت مرحلة تدريب التطبيق على استخراج نصوص العلاج وفهم مقاطع الفيديو التدريبية، ويعتمد تدريب التطبيق الآن على «محاكاة» محادثات بين المريض ومقدم الرعاية.
في حين أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) مسؤولة نظرياً عن تنظيم علاج الصحة النفسية عبر الإنترنت، فإنها لا تُصادق على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ويقتصر دورها على أنها «قد تُصرّح بتسويق التطبيق بعد مراجعة الطلب المُسبق للتسويق»، وفقاً لمتحدث باسم الوكالة.
وأقرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) بأن «العلاجات الرقمية للصحة النفسية لديها القدرة على تحسين وصول المرضى إلى العلاجات السلوكية».
دائم الحضور
يدافع الرئيس التنفيذي لشركة إيركيك، هربرت باي، عن معالج الذكاء الاصطناعي «باندا» التابع لشركته الناشئة، واصفاً إياه بأنه «آمن للغاية».
يقول باي إن إيركيك تُجري دراسات سريرية لقياس كفاءة معالجها الرقمي، الذي يكتشف علامات الأزمات العاطفية والأفكار الانتحارية، ويُرسل تنبيهات للمساعدة.
ورداً على ادعاء أم في فلوريدا أن علاقة مع روبوت محادثة ساهمت في انتحار ابنها البالغ من العمر 14 عاماً، قال باي «ما حدث مع تطبيق (كاراكتر. إيه أي) لا يُمكن أن يحدث معنا».
يُعتبر الذكاء الاصطناعي، في الوقت الحالي مناسباً أكثر لدعم الصحة النفسية اليومية من الانهيارات النفسية المُزعجة، وفقاً لباي، «الاتصال بمعالجك النفسي في الثانية صباحاً أمر غير ممكن، لكن روبوت المحادثة العلاجي يبقى متاحاً دائماً».
وجد أحد المستخدمين، ويُدعى دارين، الذي رفض ذكر اسمه الأخير، أن مساعد (تشات جي بي تي) مُفيد في إدارة اضطراب كرب ما بعد الصدمة الذي يُعانينه، هذا على الرغم من أن شرطة أوبن إيه آي لم تصممه خصيصاً لدعم الصحة النفسية للمستخدمين.
قال دارين «أشعر أنه يُجدي نفعاً معي، أنصح به لمن يعانون القلق والضيق».
(أ ف ب)