أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، عن استثمارات تتجاوز 90 مليار دولار من شركات كبرى في مجالات التكنولوجيا والطاقة والتمويل، بهدف تحويل ولاية بنسلفانيا إلى مركز للذكاء الاصطناعي، وهي التكنولوجيا التي يُتوقع أن تعيد تشكيل الاقتصاد والرعاية الصحية والتعليم.
وجاء الإعلان خلال «قمة الطاقة والابتكار في بنسلفانيا» التي استضافها السيناتور ديف مكورميك في مدينة بيتسبرغ، وتُعد هذه المبادرة جزءاً من استراتيجية إدارة ترامب لضمان تفوّق الولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي أمام الصين، وقد ركزت القمة على أهمية توفير الطاقة اللازمة لتشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو محور أساسي في التمويل الذي أُعلن عنه.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وقال ترامب في كلمته خلال القمة: «بهذا الإعلان التاريخي والالتزامات الجديدة التي نُعلنها اليوم، نحن نبني مستقبلاً يكون فيه العامل الأميركي هو من يُنتج الفولاذ، ويولّد الطاقة، ويبني المصانع، ويُدير البلاد كما لم تُدر من قبل».
وشارك في المبادرة عدد من الشركات الكبرى، مثل Anthropic، Blackstone، Brookfield، CoreWeave، Google، Meta، وشركة الطاقة Constellation Energy، في وقت تسعى فيه الصين إلى تعزيز قدراتها في مجال الطاقة، خصوصاً الطاقة المتجددة والفحم.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ووفقاً لتقرير صدر في أبريل عن وكالة الطاقة الدولية، فإن الطلب العالمي على الكهرباء من مراكز البيانات قد يتضاعف بحلول 2030 ليبلغ نحو 945 تيراواط/ساعة، أي أكثر بقليل من استهلاك الكهرباء السنوي لليابان، وقد رفعت شركة Dominion Energy الأميركية توقعاتها لاستهلاك الطاقة خلال العقد المقبل بسبب النمو الكبير في مراكز البيانات، بحسب مذكرة بحثية لبنك JPMorgan صادرة عام 2024.
ضمن هذه الاستثمارات، أعلنت شركة Blackstone عن ضخ 25 مليار دولار في بنية تحتية تشمل مراكز بيانات ومشاريع طاقة شمال شرق بنسلفانيا، بينما وقعت Google عقداً لمدة 20 عاماً مع Brookfield لدعم محطتي طاقة كهرومائية في الولاية، أما Meta فقد خصصت 2.5 مليون دولار لدعم شراكة مع جامعة كارنيجي ميلون تهدف إلى تمكين الشركات الناشئة في المناطق الريفية بالولاية.
شركة Anthropic أيضاً أعلنت عن تقديم مليوني دولار؛ مليون لدعم برنامج تعليمي في الأمن السيبراني لطلاب المدارس المتوسطة والثانوية، ومليون آخر لأبحاث الطاقة في جامعة كارنيجي ميلون.
وشهدت القمة تحذيرات من قادة التكنولوجيا والسياسات والأعمال بشأن المخاطر إذا تأخرت الولايات المتحدة عن اللحاق بركب الذكاء الاصطناعي، وقال الرئيس التنفيذي لشركة Anthropic، داريو أمودي، إن الذكاء الاصطناعي قد يُحدث تغييرات جذرية في الأمن القومي الأميركي، مشدداً على ضرورة السيطرة الكاملة على سلسلة الإمداد «من الرقائق إلى الشركات التي تطور الذكاء الاصطناعي، وصولاً إلى الطاقة».
وأضاف أمودي: «خلال بضع سنوات، سيكون لدينا ما يشبه دولة كاملة من العباقرة محشورة في مركز بيانات».
وكان ترامب قد جعل من الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الوطنية حجر أساس في ولايته الرئاسية، إذ أعلن في يومه الأول حالة «طوارئ طاقة وطنية»، وأطلق مشروعاً ضخماً بقيمة 500 مليار دولار للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي تحت اسم Stargate، بالتعاون مع سام ألتمان (OpenAI)، وماسايوشي سون (SoftBank)، ولاري إليسون (Oracle)، كما وعد بإلغاء قيود تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي التي فُرضت في عهد إدارة بايدن.
ويشهد السباق التكنولوجي بين أميركا والصين تصعيداً منذ مطلع العام، بعد ظهور شركة «DeepSeek» الصينية التي أثارت جدلاً واسعاً بتقنيتها R1 التي قيل إنها قوية وسهلة التدريب.
واختتم ترامب كلمته قائلاً: «نحن هنا اليوم لأننا نؤمن أن مصير أميركا هو أن تهيمن على كل صناعة، وتقود كل تقنية، وأن تكون القوة العظمى الأولى في الذكاء الاصطناعي، وللأمانة، نحن متقدمون كثيراً على الصين».
{{ article.formatted_date }}
