مع ازدهار صناعة التكنولوجيا في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي، تنافست الولايات والعديد من المدن في جميع أنحاء البلاد لتصبح مراكز تكنولوجية، على أمل خلق فرص عمل جديدة من بين مزايا أخرى قد تكافح الحكومات المحلية لتمويلها بمفردها.
وتنافس أيضاً مسؤولو الولايات والمدن على كُبرى شركات التكنولوجيا؛ لحثهم على نقل مكاتبهم ومراكز البيانات والمستودعات الخاصة بهم إلى مجتمعاتهم.
لكن الآن، وبعد سنوات من التوظيف والتوسع اللامحدود، يعيد عدد من شركات التكنولوجيا الكبرى التفكير في تكاليف التنمية المجتمعية في ظل ارتفاع أسعار الفائدة والمخاوف من ركود يلوح في الأفق.
آمال محطمة
عندما أعلن رئيس «مايكروسوفت» براد سميث في فبراير شباط 2021 عن شراء قطعة أرض تصل مساحتها إلى 90 فداناً في الجهة الغربية من ولاية أتلانتا، قال أيضاً إن شركته ستسهم في التنمية المجتمعية داخل الولاية.
وطبقاً للإعلان -الذي قوبل بتغطية حماسية في وسائل الإعلام المحلية- وعد سميث ببناء مساكن متوسطة التكلفة في ولاية أتلانتا، وتقديم برامج لمساعدة أطفال المدارس العامة على تطوير المهارات الرقمية، وتقديم التسهيلات التمويلية للمنظمات المحلية غير الهادفة للربح.
وقال سميث حينذاك «سؤالنا الأكبر اليوم ليس ما يمكن أن تفعله أتلانتا لدعم (مايكروسوفت)، بل ما يمكن أن تفعله (مايكروسوفت) لدعم أتلانتا».
ولكن بعد ذلك بعامين، عززت «مايكروسوفت» من جهودها لخفض التكاليف، وشمل ذلك إلغاء عشرة آلاف وظيفة وإدخال تغييرات على أجهزتها ودمج عقود الإيجار، وكجزء من هذه الإجراءات، أوقفت «مايكروسوفت» جميع عملياتها المتصلة بتطوير مقرها في أتلانتا هذا الشهر، حسب ما أكد متحدث باسم الشركة لشبكة «CNN».
وأضاف المتحدث باسم الشركة أن الأرض ليست للبيع، وما زالت «مايكروسوفت» تهدف إلى تخصيص نحو ربع تلك المساحة لسد الاحتياجات المجتمعية، مشيراً إلى أن الشركة ستواصل الجهود لإحداث تأثير إيجابي في المنطقة.
شركات التكنولوجيا في مأزق
واتجهت شركات -من بينها «ميتا» و«مايكروسوفت» و«سيلز فورس» و«سناب»- نحو إغلاق مكاتبها أو الإعلان عن خطط للعمل عن بُعد، وفقاً لإعلانات صادرة عن تلك الشركات، وطبقاً للتقارير الإخبارية المحلية.
وذكر عدد من شركات التكنولوجيا، أنها ستسمح بإنهاء صلاحية عقود إيجار مكاتبها أو الانتقال للعمل عن بُعد بالكامل، وفي هذا الصدد قال مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لـ«ميتا» إن شركته ستسمح بالمشاركة المكتبية للموظفين الذين يقضون معظم أوقاتهم خارج المكتب.
وفي نهاية الشهر الماضي، أعلنت مدينة كيركلاند بواشنطن في بيان صحفي أنها تلقت إشعاراً من «غوغل» بأن الشركة لن تمضي قدماً في مشروع إعادة التطوير المقترح الذي كان يهدف في البداية لإنشاء مقر جديد ضخم في المدينة.
وقال رايان لامونت، المتحدث باسم «غوغل» لشبكة CNN «بينما نواصل تشكيل تجربة مكان العمل المستقبلي، فإننا نعمل أيضاً على ضمان أن تلبي استثماراتنا العقارية الاحتياجات الحالية والمستقبلية لقوتنا العاملة».
وانتقالاً إلى ولاية سان فرانسيسكو، التي ترتبط ثرواتها بشركات التكنولوجيا أكثر من أي مدينة أخرى، فتظهر عليها علامات الإجهاد في ظل التوسع في عمليات إغلاق المكاتب وانتقال الشركات للعمل عن بُعد.
كتبت- كاثرين ثوربيك (CNN)، وأسهمت كلير دافي في هذا التقرير.