تعتبر البنوك التي تموِّل شركات التقنية الناشئة بمثابة جسر عبور هذه الشركات إلى الأسواق، والمصدر الرئيسي لتمويل عملياتها عند الانطلاق، لذا فإن أي انهيار قد يصيب هذ الجسر يعني ضربة لقطاع شركات التكنولوجيا الناشئة.
ومن هذا المنطلق، تتوجه الكثير من الشركات الناشئة في أوروبا وآسيا إلى «بنك سيليكون فالي» لتمويل عملياتها، وهو البنك الذي احتل المرتبة الـ16 في الولايات المتحدة العام الماضي، وارتبطت علامته التجارية بدعم شركات التكنولوجيا.
حاول كوينسي لي، مؤسس شركة «إليكترا إيرا» الناشئة لشحن السيارات الكهربائية ومقرها سياتل، نقل ملايين الدولارات من «بنك سيليكون فالي» بعد ظهر يوم الخميس مع تضاعف إشارات التحذير.
ويروي أن الموقع الإلكتروني للبنك كان معطلاً بسبب زخم الولوج إليه، فأخبره وكيل خدمة العملاء عبر الهاتف أنه قد يكون هناك تأخير في سحب مبلغه المالي لأن الكثير من الناس كانوا يحاولون سحب أموالهم أيضاً.
وبحلول ظهر يوم الاثنين، كان قد سحب جميع أمواله وراح يبحث عن بنك بديل لإيداعها.
في غضون ذلك، كان أصحاب الشركات الناشئة في كاليفورنيا يسحبون أموالهم من البنك المتخصص الذي يتعاملون معه، فكيف استيقظ رواد الأعمال القاطنون خارج الولايات المتحدة على خبر انهيار «بنك سيليكون فالي»، حيث أودعوا أموالهم؟
الشركات الناشئة خارج أمريكا
يقول سام فرانكلين، وهو الرئيس التنفيذي لشركة التوظيف «أوتا» المتخصصة في التكنولوجيا، إن «نحو 90 في المئة من أموال الشركة كانت في بنك سيليكون فالي»، وهو الآن يعمل جاهداً لإيجاد طريقة لدفع رواتب موظفيه في نهاية الشهر.
غاب عن هونغ كونغ الذعر الذي شهدته كاليفورنيا بما يخص وضع بنك سيليكون فالي المالي.
فيقول فلوريان سيمينجر، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة هونغ كونغ للأجهزة القابلة للارتداء (ساوندبرانر) إنه لم يلحظ موجة سحب الأموال الأسبوع الماضي.
وحين حاول الكشف على حسابه وجد سيمينجر أنه «لم نتمكن من تسجيل الدخول إلى حسابنا خلال ساعات العمل العادية».
وكشف ألكسندر فولودارسكي، الرئيس التنفيذي لشركة «ليمون أي أو» الأوكرانية الناشئة، أنه بدأ مناقشة الانهيار مع رواد أعمال آخرين يوم الخميس.
وقال: «بدأنا تحويل أموالنا صباح الجمعة، ولم يحدث شيء حتى الآن، كنا محظوظين لأننا سددنا مدفوعات للمطورين والمهندسين قبل يومين فقط».
بعد عطلة نهاية أسبوع تخللتها نقاشات مكثفة حول مستقبل البنك، كشفت الحكومة الأميركية عن خطة تمويل طارئة تتيح لعملاء البنك الوصول إلى جميع ودائعهم.
كما أكد مسؤولو الاتحاد الأوروبي أنه لن يكون تأثير لانهيار البنك على السوق الأوروبي، فالبنك لديه «وجود محدود للغاية» في أوروبا، على الرغم من ذلك تراجعت الأسهم الأوروبية بسبب هذه المخاوف.
الشركات الناشئة الصينية تحرِّك الأموال
«بنك أس بي دي»، سيليكون فالي، هو أول بنك للتكنولوجيا والشركات الناشئة في الصين، وأول بنك مشترك بين الصين والولايات المتحدة.
ونظراً لكونه أحد البنوك القليلة التي سهلت على الشركات الناشئة فتح حسابات مصرفية للتمويل بالدولار، فقد كان البنك الأجنبي الأكثر هيمنةً.
وبحسب فرانكلين فإن شركته ستواصل العمل المصرفي مع ذراع بنك سيليكون فالي في المملكة المتحدة وستضيف حسابات في المزيد من البنوك، قائلاً «إذا كان لديك الكثير من المال، فيجب عليك توزيعه».