أطلق معهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي نموذجه اللغوي الضخم «فالكون» متفوقاً على «CHATGPT-3» بـ40 مليار عامل متغير.

أعلن المعهد، وهو المركز العالمي الرائد في البحث العلمي، في بيان يوم الأربعاء عن إطلاق نموذجه اللغوي «فالكون» الذي يتيح للمؤسسات الحكومية والخاصة حلولاً تُصمَم خصيصاً للحفاظ على خصوصية البيانات.

عمل على هذا النموذج وحدة الذكاء الاصطناعي التابعة لمركز بحوث العلوم الرقمية والذكاء الاصطناعي، وهو الفريق نفسه المسؤول عن تطوير نموذج «نور» الذي يعد أكبر نموذج معالجة طبيعية للغة العربية في العالم.

اخترقت ابتكارات النماذج اللغوية مؤخراً القطاع التكنولوجي لتصبح عاملاً مؤثراً يقود التطبيقات التكنولوجية نحو آفاق جديدة، إذ أظهرت قدرتها على صياغة النصوص الإبداعية وحل المشكلات المعقدة وتقديم الحلول لشريحة كبيرة من الناس من خلال استخدامها في مختلف التطبيقات مثل روبوتات الدردشة والمساعد الافتراضي والترجمة وإنشاء المحتوى وتحليل الآراء.

ليست إلا البداية

وفي حديثه عن المشروع، قال الدكتور راي جونسون، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي، «عام 2023 هو عام الذكاء الاصطناعي، ولا شك في أن تطوير نموذج فالكون الجديد يشكل علامة فارقة بالنسبة لنا، لكنها ليست سوى البداية، فنحن نترقب مع نهاية العام تطوراً عظيماً في قدراتنا في هذا المجال الواعد»، مضيفاً «ندرك تماماً أهمية هذه الرحلة، وسنواصل عملنا الجاد لتمكين المنطقة من تحقيق نجاحاتها الخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع استراتيجية الإمارات العربية المتحدة للذكاء الاصطناعي».

يأتي هذا الإنجاز ليضع دولة الإمارات ضمن مبتكري النماذج اللغوية حول العالم، مثل «مايكروسوفت» مخترع «Chat GPT» و«غوغل» مبتكر «بارد»، وهما رائدا تلك المبادرات التكنولوجية التي من المفترض أن تغير مستقبل الصناعات والقطاعات المختلفة في سوق الأعمال.

من جانبه، قال البروفيسور مروان دباح، كبير الباحثين في مركز بحوث العلوم الرقمية والذكاء الاصطناعي، «نسعد بمساهمتنا الواسعة في ترسيخ الفهم العالمي لفوائد النماذج اللغوية الكبيرة التي ستجلب أثراً إيجابياً مهماً في مختلف المجالات مثل التعليم والرعاية الصحية وإنتاج الأفلام والصور المولّدة بالحاسوب، ومع مضي دولة الإمارات العربية المتحدة في مسيرة تنويع مصادر اقتصادها، يمثل هذا الإنجاز محطة مهمة لتحقيق أهدافها في هذا المجال، ولا شك في أن نموذج فالكون الجديد يمثل نقطة البداية لرحلة جديدة».

وقالت الدكتورة ابتسام المزروعي، رئيس وحدة الذكاء الاصطناعي لدى مركز بحوث العلوم الرقمية والذكاء الاصطناعي ومديرة مشاريع تطوير النماذج اللغوية، إن نموذج فالكون الجديد بسعة 40 مليار عامل متغير قد تفوّق بشكل كبير على نماذج لغوية أخرى مثل BLOOM وCHATGPT-3.

وبفضل قاعدة البيانات الحديثة التي تم تطويرها، يمتاز نموذج فالكون بقدرة تشابه الجيل الجديد من النماذج المبتكرة، إذ يتطابق مع أداء نموذج Chinchilla من شركة ديب مايند ونموذج PaLM-62B من غوغل.