تعافت أسهم محرك البحث الصيني «بايدو»، يوم الجمعة، بشكل مفاجئ، وذلك عقب إزاحة الستار عن روبوت الدردشة «إيرني» لمنافسة «تشات جي بي تي».

أصبحت «بايدو» أكبر فائز في مؤشر هانغ سينغ، إذ ارتفعت أسهمها في هونغ كونغ بنسبة 14.3 في المئة، وقفزت بنسبة 3.8 في المئة في نيويورك.

قبل يوم واحد كانت «بايدو» الخاسر الأكبر في المؤشر ذاته، فقد انخفضت أسهمها في هونغ كونغ بنسبة 6.4 في المئة، بعد فشل الروبوت التابع لها في إبهار المستثمرين.

يعود هذا الانتعاش المفاجئ إلى تصريحات «بايدو» باشتراك أكثر من 30 ألف شركة لاختبار خدمة «تشات بوت» الخاصة بها، بعد ساعتين فقط من عرضه.

قالت رئيسة شركة «ماكواري» للصين وهونغ كونغ للإنترنت والأصول الرقمية، إيزمي باو، لشبكة «CNN» «إن تصاعد اهتمام المؤسسات أمر إيجابي، كما نتوقع أن تواصل (بايدو) تلبية طلب الشركات الصينية على الذكاء الاصطناعي التوليدي».

وقالت إن أسهم الشركة تعافت يوم الجمعة، بعد حصولها على انطباعات إيجابية من بعض المستخدمين والمحللين حول تجاربهم الخاصة مع «إيرني»، ما يؤيد القدرات المتقدمة التي يتمتع بها الروبوت.

آمال عريضة

أثناء العرض أظهرت « بايدو» كيفية استخدام برنامج الدردشة الآلي الخاص بها لإنشاء النشرة البريدية الخاصة بالشركة والتوصل إلى شعار لها وحل لغز من الرياضيات.

وعن أسباب انخفاض أسهمها يوم الخميس، قالت باو «إن العرض التوضيحي كان مسجلاً ولم يتم بثه مباشرة، ما عزز من شكوك المستثمرين بشأن قوة (إيرني)»، مضيفة أنه ظهر بقدرات متواضعة بعد أيام فقط من إطلاق «تشات جي بي تي-4»، الذي رفع من سقف توقعات المستثمرين.

وعند مقارنة «إيرني» بما يمكن أن يقدمه «تشات جي بي تي-4»، فقد أوضحت باو أنه لا يمتلك قدرة الأخير على تعدد اللغات، كما يحتاج لتحسين لغته الإنجليزية، علماً أنه لا يوفر معايير يمكن قياسها كمياً مثل عرض «تشات جي بي تي-4» خلال بداية الأسبوع.

لكن على غرار «تشات جي بي تي»، يعتمد «إيرني» على نموذج اللغة (نظام مستخدم في الرد الآلي)، والمدرب على مجموعة هائلة من البيانات عبر الإنترنت لإنشاء استجابات مقنعة للمستخدمين.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع قال الرئيس التنفيذي لـ«بايدو»، روبن لي، إن شركته توقعت أن يكون تطبيق الدردشة الآلي الخاص بها قريباً من «تشات جي بي تي» أو «تشات جي بي تي-4»، مقراً بأن برمجة «إيرني» كانت غير مثالية وأُتيحت في نطاق محدود ولم تُطلق للجمهور بعد.

احتدام المنافسة

والشهر الماضي أعلنت «بايدو» عن برنامج الدردشة الآلي، وقال الخبراء حينها إن هذا الإعلان سيشعل المنافسة الحالية بين الولايات المتحدة والصين في قطاع التكنولوجيات الناشئة.

لذلك حاول لي تجنب المقارنة أثناء الإطلاق، قائلاً «إن الروبوت ليس أداة للمواجهة بين الصين والولايات المتحدة في العلوم والتكنولوجيا، لكنه نتاج سعي أجيال من فنيي الشركة لتحقيق حلمهم باستخدام التكنولوجيا لتغيير العالم».

وأضاف أنها «منصة جديدة تسعى لخدمة مئات الملايين من المستخدمين وتمكين الآلاف من القطاعات».

وترى «بايدو» أن خدمتها ستنجح في الصين نتيجة استيعابها الكامل لتوجهات المستخدمين، فضلاً عن قدرتها على توفير ردود مختلفة، موضحة في بيان أن «إيرني» يمكنه إنتاج النصوص والصور والصوتيات والفيديو بمطالعة نصية، إضافة إلى توفير الصوت بالعديد من اللهجات الصينية المحلية.

انتشرت تكنولوجيا الدردشة الآلية بين الشركات الصينية، إذ أعلنت شركة «علي بابا» خلال الشهر الماضي عزمها إطلاق أداة خاصة بها على غرار «تشات جي بي تي»؛ لكن حتى الآن تتميز «بايدو» بأنها أولى في هذا المجال، وفقاً للمحللين.

قالت باو «إن (إيرني) تتقدم بنحو ثلاثة إلى ستة أشهر على منافسيها المحتملين».

كتبت ميتشيل توه وساهم مينغتشن زانغ في هذا التقرير (CNN)