أعلن العلماء، يوم الثلاثاء الماضي، موقعاً في كندا يمثل بداية عصر «الأنثروبوسين»، وهو حقبة جيولوجية جديدة تجسد التأثير الجيولوجي الذي أحدثه البشر في كوكب الأرض.
ما هو عصر «الأنثروبوسين» أو حقبة التأثير البشري؟
يعكس مصطلح «الأنثروبوسين»، الذي اُقترح لأول مرة في عام 2000، مدى عمق النشاط البشري في تغيير العالم، ليصبح كلمة أكاديمية طنانة شائعة الاستخدام تحتها العديد من مجالات الدراسة المختلفة.
وقال الأستاذ الفخري في كلية الجغرافيا والجيولوجيا والبيئة بجامعة ليستر ورئيس مجموعة علماء الأنثروبوسين، كولين ووترز، «عندما يكون هناك تأثير للثمانية مليارات شخص في الكوكب، فلا بد أن تكون هناك عواقب».
وأضاف ووترز، «لقد انتقلنا إلى هذه الحالة الجديدة للأرض، والتي يجب بلورتها من خلال حقبة جيولوجية جديدة».
ويشير اكتشاف الأسبوع الماضي إلى أن البشرية قد أحدثت بالفعل تأثيراً لا يُمحى، وأنه يتطلب إعلان بداية حقبة جديدة في تاريخ الأرض، بل ويثير تساؤلات حول الأثر الذي قد يتركه البشر في السجل الجيولوجي بعد انقراضهم.
بداية عصر «الأنثروبوسين»
تعمل مجموعة العلماء بقيادة كولين ووترز، منذ عام 2009 لجعل «الأنثروبوسين» جزءاً من الجدول الزمني الرسمي للأرض، وهي مجموعة تتألف حالياً من 35 جيولوجياً.
وقررت المجموعة في عام 2016، أن بداية هذه الحقبة منذ نحو عام 1950، عندما بدأت تجارب الأسلحة النووية، والتي يمكن العثور على آثارها الجيوكيميائية في جميع أنحاء العالم.
وترى مجموعة البحث الدولية أن بحيرة كروفورد في أونتاريو بكندا هي أفضل موقع يُظهر مدى تأثير البشرية على الأرض، إذ أظهرت الرواسب المأخوذة من قاع البحيرة آثاراً جيوكيميائية لاختبارات القنابل النووية، وتحديداً البلوتونيوم المشع.
وقال ووترز إنه كان من الصعب جداً الاختيار بين المواقع المختلفة، لكنه يعتقد أن بحيرة كروفورد فازت؛ لأن نقطة البداية المقترحة للحقبة والمرتبطة بالرواسب تظهر بدقة شديدة هناك.
وبحيرة كروفورد الكندية ليست كبيرة، إذ تبلغ مساحتها 2.4 هكتار (5.9 فدان)، لكنها عميقة على نحو استثنائي (نحو 24 متراً، 78.7 قدم)، ويمكن تقسيم الرواسب الموجودة في القاع إلى طبقات لأخذ عينات منها لتتبع الآثار الجيوكيميائية للنشاط البشري.
ويسمح هذا التحليل للعلماء برؤية التغييرات الجيولوجية على أساس سنوي، كما أوضحت فرانسين مكارثي، أستاذة علوم الأرض في جامعة بروك في كندا والتي درست البحيرة.
خلاف حول حقبة التأثير البشري
ومع ذلك، لا يتفق جميع العلماء حتى الآن على أن عصر التأثير البشري (الأنثروبوسين) حقيقة جيولوجية، أو أن الباحثين لديهم أدلة كافية لإعلانه رسمياً كحقبة جديدة.
كما أن اختيار بحيرة كروفورد ليس القرار النهائي بشأن بداية عصر الأنثروبوسين، إذ سيقدم العلماء اقتراحاً إلى اللجنة الفرعية المختصة بعلم طبقات الأرض في وقت لاحق من هذا الصيف.
وفي حالة موافقة أعضاء اللجنة الفرعية بأغلبية 60 في المئة على الاقتراح، فسينتقل بعد ذلك إلى اللجنة الدولية لطبقات الأرض، والتي سيتعين عليها أيضاً الموافقة بأغلبية 60 في المئة للمضي قدماً، وكلتا الهيئتين جزء من الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية، الذي يمثل أكثر من مليون عالم جيولوجي حول العالم.
ومن المتوقع صدور قرار نهائي بشأن بداية حقبة التأثير البشري في المؤتمر الجيولوجي الدولي السابع والثلاثين في بوسان، كوريا الجنوبية، في أغسطس آب 2024.
(كاتي هانت- CNN).