أعلنت وزارة الاتصالات العراقية يوم الأحد حجبها تطبيق المراسلة «تليغرام» لما وصفته أسباباً تتعلق بـ«الأمن القومي»، وفقاً لبيان صادر على الموقع الرسمي للوزارة.
وذكرت الوزارة، في بيانها، أن «الشركة التي تدير تليغرام لم تستجب للطلبات المتكررة من قبل مؤسسات الدولة لغلق المنصات المتسببة في تسريب بيانات المؤسسات الرسمية والبيانات الشخصية للمواطنين».
وأضاف البيان أن الوزارة «تؤكد احترامها حقوق المواطنين في حرية التعبير والاتصال، دون المساس بأمن الدولة ومؤسساتها، وتعرب عن ثقتها في تفهم المواطنين هذا الإجراء».
وسائل التواصل الاجتماعي في العراق
بلغ عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في العراق 48 مليوناً و400 ألف مستخدم في عام 2022، بينما في عام 2021 كان عدد المستخدمين نحو 25 مليوناً، ما يعني زيادة بنسبة بلغت 93.6 في المئة، وفقاً لتصريحات متلفزة لمدير الإعلام والعلاقات العامة في وزارة الداخلية اللواء سعد معن.
مقارباً لـ«فيسبوك»، يلقى تطبيق «تليغرام» انتشاراً كبيراً في العراق، إذ لجأ إليه أغلب الأحزاب السياسية والمواطنين والمؤسسات الرسمية لنشر الأخبار على حد سواء، خاصة بعد الصراعات السياسية في 2003 وما تبعها من نزاعات وأحداث عنف متفرقة.
كما شهد التطبيق توثيق أول قناة رسمية لرئاسة الجمهورية في العراق عام 2020، إذ «أظهر المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية اهتماماً واضحاً بالإعلام الرقمي منذ عام 2018، وقام بإنشاء منصات على فيسبوك وتويتر والإنستغرام والتليغرام»، حسب ما أعلنه مركز الإعلام الرقمي «دي إم سي»، وهو مركز مستقل غير حكومي تأسس عام 2018.
تطبيق روسي المنشأ.. وحُجب هناك أيضاً
يعود تأسيس منصة «تليغرام» إلى عام 2013 على يد الأخوين الروسيين نيكولاي وبافيل دروف، وكانا قد أنشآ في السابق موقع «فيكونتاكتي» للتواصل والذي كان شائعاً في روسيا، وقد نجحا في إطلاق «تليغرام» كمنصة مستقلة أملاً في توفير برنامج اتصالات مشفرة بشكل آمن.
يأتي جزء كبير من ثروة دروف من المنصة، والتي يقدر عدد مستخدميها بنحو 700 مليون نشط في عام 2022، وتقدر قيمتها بـ30 مليار دولار.
ولكن تعرض التطبيق مراراً الى انتقادات من السلطات الروسية بسبب تشفيره القوي، كما حظرت رسمياً استخدامه.
وفي 2018 أمرت السلطات الروسية شركات تزويد الإنترنت المحلية بحظر «تليغرام» بعدما رفض التطبيق السماح للسلطات بالدخول على رسائل المستخدمين.
إلا أن المساعي لإغلاق التطبيق في روسيا فشلت، ولا يزال التطبيق مستخدماً، وفقاً لموقع «بزنس إنسايدر».
ويسمح التطبيق للمستخدمين بتبادل الرسائل والملصقات والصور وتسجيلات الفيديو وإنشاء مجموعات تضم ما يصل إلى مئتي ألف شخص.