أعلن الرائد في صناعة ألعاب الفيديو، جون كارماك، استقالته من منصبه الاستشاري في شركة «ميتا» في منشور عبر منصة «فيسبوك» يوم الجمعة، معبّرًا عن «مشاعر مختلطة» بنهاية السنوات العشر التي قضاها في قسم الواقع الافتراضي.
تَركّز عمل كارماك على مشروع «ميتا» لبناء تكنولوجيا الواقع الافتراضي والذي تصل الاستثمارات فيه إلى أكثر من 10 مليارات دولار.
وفي منشوره، أكّد كارماك أنه لا يزال يثق بالقيمة المحتملة لتقنيات الواقع الافتراضي، لكنه شكّك في كفاءة شركة «ميتا»، قائلًا إن لدى الشركة «مقدارًا هائلًا من الأشخاص والموارد، لكننا نستمرّ في الهدم الذاتي وتبديد الجهود».
كتب كارماك أن الأمر «شكّل عائقًا» بالنسبة له، مضيفًا: «صوتي مسموع على أعلى المستويات هنا، ما يعني أنني يجب أن أكون قادرًا على إحداث التغيير، لكن يبدو أنني لستُ مقنعًا بما فيه الكفاية».
اشتهر كارماك بسبب دوره في تطوير ألعاب Wolfenstein 3D وQuake and Doom، إضافة إلى مشاركته في تأسيس شركة id Software لألعاب الفيديو، وكان من أوائل المدافعين عن الواقع الافتراضي ولا يرى مشكلة في توجيه الانتقاد لشركة «ميتا».
وفي عام 2013، تولّى جون كارماك قيادة فريق التقنيين المسؤولين عن تطوير نظارات «أكولوس» للواقع الافتراضي، وكان هذا قبل عام من استحواذ شركة «ميتا» عليها مقابل ملياري دولار، ثم طوّرت شركة «ميتا» نظارتَي «ميتا كويست 2» و«كويست برو» المتاحتين للبيع اليوم.
ودعم كارماك النظّارة بصفتها «منتجًا جيدًا» بالرغم من مأخذه على البرنامج المشغّل لها، كما أضاف كارماك: «تجعل المنتجات الناجحة العالم مكانًا أفضل، كان يمكن القيام بكل شيء بسرعة أكبر وبشكل أفضل إذا اُتّخذت قرارات مختلفة، لكننا بنينا شيئًا قريبًا جدًا من المنتج الصحيح».
لا يزال كارماك يعتقد أن شركة «ميتا» هي الأفضل لتوسيع انتشار تقنيات الواقع الافتراضي.
في أكتوبر/ تشرين الأول 2021 أعلن مارك زوكربيرغ عن توسيع نطاق عمل الشركة إلى ما هو أبعد من وسائل التواصل الاجتماعي والعمل على بناء ما يسمّى بالميتافيرس، وهو أمر باهظ التكلفة.
وأضاف كارماك: «أعتقد أن تأثيري كان إيجابيًا على الهوامش، لكنه لم يكن أبدًا محرّكًا أساسيًّا».
وعند طلب تعليق من الشركة، أشارت «ميتا» إلى منشور جون كارماك وتغريدة من مدير التكنولوجيا التنفيذي أندرو بوسورث قال فيها مخاطبًا كارماك: «من المستحيل أن نبالغ في وصف الأثر الذي تركته على عملنا وعلى صناعة التقنية ككل، يعرف كثيرون براعتك التقنيّة لكن تركيزك الدؤوب على خلق قيمة للناس هو ما سنتذكره كثيرًا.. شكرًا لك وسأراك في الواقع الافتراضي».
أعلنت «ميتا» مؤخّرًا عن تسريح 11 ألف موظف، وهو العدد الأكبر في تاريخ الشركة التي تعدّ واحدة من أكبر شركات التقنيّة، والراجع لتأثير ارتفاع معدلات التضخم وزيادة سعر الفائدة والمخاوف من الركود.
خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2022، خسرت شركة «ميتا» ما يقرب من 9.4 مليار دولار في جهود تطوير الميتافيرس، ومن المتوقع ارتفاع خسائر هذا القسم بشكل كبير على خلال عام 2023.