أطلقت شركة أوبن إيه آي، يوم الاثنين، إصداراً جديداً من نموذج الذكاء الاصطناعي يُسمى (GPT-4o) الذي تقول إنه أكثر سهولة في الاستخدام.

النموذج الجديد هو تحديث لروبوت الدردشة (جي بي تي-4) السابق للشركة الذي تم إطلاقه منذ ما يزيد قليلاً على عام، كما أنه سيكون متاحاً لجميع المستخدمين -بمن في ذلك المجّانيين منهم- وأيضاً عبر واجهة برمجة التطبيقات الخاصة بـ«أوبن إيه آي» لكي يتمكن المطورون من بناء تطبيقاتهم باستخدامه.

.

واستناداً إلى العرض التوضيحي الذي قدمته الشركة، يوم الاثنين، سيعمل (GPT-4o) على تحويل الإصدار القديم إلى مساعد شخصي رقمي يمكنه المشاركة في المحادثات المنطوقة في الوقت الفعلي، سيكون كذلك قادراً على التفاعل باستخدام النص والصوت، وما يسمى بالرؤية؛ ما يعني أنه يمكنه عرض لقطات الشاشة أو الصور أو المستندات أو المخططات التي تم تحميلها من قِبل المستخدمين وإجراء محادثة حولها.

وقالت كبيرة مسؤولي التكنولوجيا في أوبن إيه آي، ميرا موراتي، إن تشات جي بي تي سيتمتع الآن بقدرات ذاكرة وتخزين أكثر تطوراً؛ ما يعني أنه يمكنه التعلم من المحادثات السابقة مع المستخدمين، ويمكنه القيام بالترجمة في الوقت الفعلي.

وقالت موراتي خلال العرض التجريبي المباشر من مقر الشركة في سان فرانسيسكو «هذه هي المرة الأولى التي نخطو فيها خطوة كبيرة إلى الأمام عندما يتعلق الأمر بسهولة الاستخدام، سيصبح هذا التفاعل أكثر طبيعية وأسهل بكثير».

سباق محتدم بين مطوري أدوات الذكاء الاصطناعي

يأتي الإصدار الجديد في الوقت الذي تسعى فيه «أوبن إيه آي» إلى الحفاظ على صدارة المنافسة المتزايدة في سباق التسلح للذكاء الاصطناعي؛ إذ يعمل المنافسون، بما في ذلك غوغل وميتا، على بناء نماذج لغوية قوية بشكل متزايد تعمل على تشغيل برامج الدردشة الآلية، ويمكن استخدامها لتوظيف تقنية الذكاء الاصطناعي في العديد من المنتجات الأخرى.

جاء حدث «أوبن إيه آي» قبل يوم واحد من مؤتمر غوغل السنوي للمطورين، والذي من المتوقع أن تعلن فيه عن تحديثات لنموذج (جيميني إيه آي) الخاص بها، مثل (GPT-4o) الجديد، بعد جيميني متعدد الوسائط؛ ما يعني أنه يمكنه تفسير وإنشاء النصوص والصور والصوت.

كما يأتي تحديث «أوبن إيه آي» كذلك قبل إعلانات الذكاء الاصطناعي المتوقعة من أبل في مؤتمر المطورين العالمي الشهر المقبل الذي قد يتضمن طرقاً جديدة لدمج الذكاء الاصطناعي في إصدارات آيفون أو آي أو إس القادمة.

وفي الوقت ذاته، يمكن أن يكون الإصدار الأخير من تشات جي بي تي بمثابة هبة لشركة مايكروسوفت التي استثمرت مليارات الدولارات في أوبن إيه آي لدمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الخاصة بها في منتجات مايكروسوفت الخاصة.

وأظهر المسؤولون التنفيذيون في أوبن إيه آي محادثة منطوقة مع تشات جي بي تي للحصول على تعليمات في الوقت الفعلي لحل مسألة رياضية، ولسرد قصة قبل النوم والحصول على نصائح حول البرمجة، وكان تشات جي بي تي قادراً على التحدث بصوت طبيعي يشبه صوت الإنسان، بالإضافة إلى صوت الروبوت، بل غنى جزءاً من إجابة واحدة، وكانت الأداة أيضاً قادرة على إلقاء نظرة على صورة الرسم البياني ومناقشتها.

كما أظهروا النموذج الذي يشعر بمشاعر المستخدمين؛ وفي إحدى الحالات، استمعت إلى تنفس المسؤول التنفيذي وشجعته على الهدوء، وقالت الأداة بصوت أنثوي «أنت لست مكنسة كهربائية!».

وتمكنت من إجراء محادثة بلغات متعددة من خلال الترجمة، والرد تلقائياً، إذ يدعم الإصدار الجديد 50 لغة.

وقال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، في منشور على مدونة عقب الإعلان «إن وضع الصوت (والفيديو) الجديد هو أفضل تطبيق كمبيوتر استخدمته على الإطلاق، يبدو الأمر وكأن الذكاء الاصطناعي من الأفلام؛ ولا يزال من المفاجئ بعض الشيء بالنسبة لي أنه حقيقي».

وأضاف أن «الوصول إلى سرعة الاستجابة ودقة التعبير البشري يمثل تغييراً كبيراً».

وقالت موراتي إن أوبن إيه آي ستطلق تطبيق الإصدار الجديد لسطح المكتب؛ ما يمنح المستخدمين منصة أخرى للتفاعل مع تكنولوجيا الشركة.

ومن المقرر طرح التكنولوجيا والميزات المحدثة في الأشهر المقبلة.

وقالت الشركة إن أكثر من 100 مليون شخص يستخدمون تشات جي بي تي بالفعل، لكن تجربة الإصدار المحدث، والقدرة على التفاعل معه على سطح المكتب ومن خلال المحادثات الصوتية المحسنة، يمكن أن تمنح المزيد من الأشخاص سبباً قوياً لاستخدام تقنيتها.

(كلير دافي – CNN)