أظهر كبار قادة التكنولوجيا حماستهم تجاه نائبة الرئيس كامالا هاريس كونها المرشحة الأولى للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب الرئيس، في شكل تأييد وتبرعات، والتي جاءت من أسماء بارزة، مثل شيريل ساندبرغ، مدير العمليات في «فيسبوك»، والمؤسس المشارك لنتفلكس ريد هاستينغز، وفاعلة الخير ميليندا غيتس.

ويمثّل أنصار هاريس اتجاهاً عكس التيار، إذ دعم معظم قادة التكنولوجيا الرئيس السابق دونالد ترامب للوصول إلى البيت الأبيض، بمن في ذلك إيلون ماسك.

وتشير الحركة المؤيدة لهاريس داخل مجال التكنولوجيا إلى أن سياسات نائبة الرئيس، فضلاً عن علاقتها الطويلة والودية مع العديد من كبار المسؤولين التنفيذيين في عالم التكنولوجيا، قد تجعلها في نهاية المطاف الخيار الأفضل في وادي السيليكون للبيت الأبيض.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «بوكس» للحوسبة السحابية، آرون ليفي، لشبكة CNN، «هناك تحول حقيقي في وادي السيليكون نحو دعم هاريس بطريقة لم تكن تحدث مع بايدن.. أنا متفائل جداً وأعتقد أن لديها بعض التقدير للديناميكيات المختلفة التي نتعامل معها في قطاع التكنولوجيا، ومدى أهمية الدور الذي ستلعبه التكنولوجيا في مستقبل الاقتصاد والبلاد».

ولدت هاريس وبدأت حياتها السياسية في أوكلاند، كاليفورنيا، على بُعد رحلة قصيرة بالعبّارة من قلب صناعة التكنولوجيا.. لقد حضرت حفل زفاف شون باركر، المدير التنفيذي الأول لفيسبوك، وظهرت في المناسبات إلى جانب أرملة ستيف جوبز وفاعلة الخير لورين باول جوبز.

تلقى ترشيح هاريس غير المكتمل للرئاسة لعام 2020 دعماً من العديد من الشخصيات البارزة في مجال التكنولوجيا، بمن في ذلك الرئيس التنفيذي لشركة «سيلز فورس» مارك بينيوف وصاحب رأس المال الاستثماري الأسطوري رون كونواي.

علاقات ودية.. ولكن

على الرغم من علاقاتها الودية مع قادة القطاع التكنولوجي، فقد دفعت هاريس أيضاً من أجل المساءلة التقنية في قضايا محورية.

فبصفتها المدعية العامة لولاية كاليفورنيا، قامت بملاحقة شركات التكنولوجيا لدورها في التحرش الجنسي عبر الإنترنت والإباحية الانتقامية، وبصفتها عضواً في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا عام 2018، قامت هاريس باستجواب الرئيس التنفيذي لشركة ميتا مارك زوكربيرغ بشأن خصوصية المستخدم في جلسة استماع عقب فضيحة «كامبريدج أناليتيكا».

بصفتها نائباً للرئيس، لعبت هاريس دوراً رئيسياً في البيت الأبيض حول وضع تدابير السلامة للذكاء الاصطناعي، والذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه التكنولوجيا الجديدة الأكثر أهمية منذ عقود.

في العام الماضي، التقت هاريس الرؤساء التنفيذيين لشركة أوبن إيه آي وغوغل ومايكروسوفت وأنثروبيك لمناقشة تدابير سلامة الذكاء الاصطناعي وكيفية زيادة الشفافية بين شركات التكنولوجيا الكبرى والحكومة.

وقال جيفري سونينفيلد، عميد في كلية ييل للإدارة، لشبكة CNN، «عندما أرادت حل المشكلات، كانت تجمع الناشطين الاجتماعيين وخبراء السياسة العامة وقادة الأعمال معاً في منتديات مشتركة.. لقد شعرت أنه يجب علينا جمع جميع اللاعبين حول الطاولة وفهم القضايا، و(قادة التكنولوجيا) يحبون هذا النوع من الحوار».

شيريل ساندبرج

أيّدت شيريل ساندبرج، المديرة التنفيذية السابقة لشركة ميتا والتي تبلغ ثروتها أكثر من ملياري دولار، كامالا هاريس لمنصب الرئيس، على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ذكرت في منشور على موقع إنستغرام، أنها مسرورة لدعم نائب الرئيس.

وكتبت ساندبرج «لقد صنعت كامالا هاريس التاريخ بالفعل مرة واحدة، لتصبح أول امرأة سوداء وجنوب آسيوية تتولى منصب نائب للرئيس، وسوف تفعل ذلك مرة أخرى في نوفمبر».

وتابعت «أنها قائدة بارعة، ومدافعة شرسة عن حقوق الإجهاض، وأقوى مرشح لقيادة بلادنا إلى الأمام».

ريد هاستينغز

أيضاً دعم ريد هاستينغز المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة نتفليكس، كامالا هاريس في سباقها الرئاسي، إذ تبرع بمبلغ قدره 7 ملايين دولار.

وقال هاستينغز لصحيفة ذا إنفورمينشن (The Information)، إن هذا كان أكبر تبرع يقدمه لمرشح واحد.

وكان هاستينغز بطيئاً في البداية في تأييد هاريس بعد أن أنهى بايدن ترشحه ودعم نائبته، لكنه حسم موقفه في النهاية، حيث كتب في منشور له عبر حسابه على منصة إكس: «يحتاج مندوبو الديمقراطيين إلى اختيار فائز وكامالا هي الأنسب».

رون كونواي

ووجّه المستثمر رون كونواي، دعمه لترشيح هاريس للرئاسة، واصفاً إياها في منشور على منصة إكس X، بأنها «مقاتلة وقائدة ومدافعة عن النظام البيئي التكنولوجي».

وقال «يجب على مجتمع التكنولوجيا أن يجتمع معاً لهزيمة دونالد ترامب وإنقاذ ديمقراطيتنا من خلال الاتحاد خلف نائب الرئيس كامالا هاريس كمرشحة ديمقراطية لمنصب الرئيس».

جورج سوروس وأليكس سوروس

أيضاً دعا أليكس سوروس، نجل المستثمر الأسطوري جورج سوروس ورئيس إدارة صندوق سوروس، الديمقراطيين إلى الالتفاف حول هاريس.

وقال «لقد حان الوقت لكي نتحد جميعاً حول كامالا هاريس ونتغلب على دونالد ترامب، إنها المرشحة الأفضل والأكثر تأهيلاً لدينا.. يحيا الحلم الأميركي».

وقال المتحدث باسم المستثمر جورج سوروس لصحيفة وول ستريت جورنال إنه يدعم هاريس أيضاً.

ميليندا فرينش جيتس

أعلنت فاعلة الخير والزوجة السابقة لمؤسس شرك مايكروسوفت بيل جيتس، المليارديرة ميليندا فرينش جيتس، تأييدها العلني لهاريس.

وقالت في منشور على منصة إكس «أنا فخورة بدعم نائب الرئيس هاريس، خلال السنوات التي قضتها في البيت الأبيض، أثبتت أنها تعرف كيف تقود الأزمات بينما تضغط من أجل التغيير الذي نحتاج إليه».

هاريس ضد ترامب

يمكن لهاريس أيضاً المطالبة ببعض الإجراءات المؤيدة للتكنولوجيا التي اتخذتها إدارة بايدن، بما في ذلك قانون الرقائق، الذي خصص التمويل للاستثمار في الإنتاج الأميركي لمكونات الحوسبة المهمة.

وقال سونينفيلد إن سجلها في مجال التكنولوجيا يتناقض مع بعض المواقف السياسية التي طرحها ترامب لولايته الثانية المحتملة، والتي قد يجدها قادة التكنولوجيا «سامة»، إذ حذّر العديد من الاقتصاديين من أن موقف ترامب المناهض للهجرة وخطط التعريفات الجمركية، على سبيل المثال، يمكن أن يكون له آثار مضاعفة خطيرة على وادي السيليكون ويؤدي إلى ارتفاع التضخم مرة أخرى.

قال ليفي «معظم الأشخاص الذين تحدثت إليهم لم يستمتعوا بفوضى إدارة ترامب (السابقة)».

وأضاف أن الصناعة تحتاج إلى «قيادة على مستوى يسمح لك بالحصول على إحساس واضح بالسياسة التجارية وكيف ستتفاعل عالمياً من وجهة نظر سلاسل التوريد، مقابل فترة ترامب، كنت تستيقظ كل يوم على بعض الديناميكية الجديدة».

علاوة على ذلك، من المرجح أن العديد من العاملين في مجال التكنولوجيا يقدرون جهود هاريس للدفاع عن القضايا التقدمية، مثل العمل بشأن تغيّر المناخ وحماية الحقوق الإنجابية، والتي تتحالف معها الصناعة منذ فترة طويلة.

قال ريد هوفمان، مؤسس لينكد إن والمستثمر التكنولوجي، في منشور على موقع إكس «كامالا هاريس هي الشخص المناسب في الوقت المناسب.. إن خلفية هاريس وقيادتها في تنمية الاقتصاد، والكفاح من أجل الاستقلال الجسدي، وحماية ديمقراطيتنا، تضعها بشكلٍ فريد في مكانها الصحيح للتصدي لتطرف ترامب».

وأضاف هوفمان في مقابلة مع شبكة «CNN»، «في وادي السيليكون، هناك في الواقع العديد من الأشخاص المتحمسين لها للغاية.. إنها تفهم كيف يمكن للتكنولوجيا أن تخلق فرقاً كبيراً للشعب الأميركي».