لم تؤيد تايلور سويفت الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة خلال نهاية الأسبوع الماضي، ولم تُلتقط صورة للممثل رايان رينولدز وهو يرتدي قميصاً مؤيداً للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس كما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يدعم الحزب الشيوعي الأميركي أبداً حملة الرئيس جو بايدن التي انتهت الآن.

ولكن هذه الادعاءات الكاذبة بشأن الحملات الانتخابية لعام 2024، وعشرات المنشورات الأخرى التي تحمل تأييدات مزيفة مماثلة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في الفترة التي سبقت الانتخابات، وفقاً للباحثين في مشروع محو الأمية الإخبارية، وهي مجموعة تعليمية غير حزبية أطلقت قاعدة بيانات جديدة يوم الخميس تسجل أكثر من 550 حالة فريدة من المعلومات المضللة المتعلقة بالانتخابات.

ترامب نشر تأييدات مزيفة لمشاهير

ظهر أحدث مثال وأكثرها وضوحاً لهذه الادعاءات الزائفة يوم الأحد عندما شارك ترامب منشوراً على منصته تروث سوشيال يحتوي على صور أنشئت باستخدام الذكاء الاصطناعي تشير إلى موجة دعم من معجبي سويفت يطلقون على أنفسهم اسم «محبي سوفت المؤيدين لترامب» ورداً على التأييد الضمني من أيقونة البوب، كتب ترامب، «أقبل!»

كانت سويفت -التي هاجمت ترامب سابقاً باعتباره «يؤجج نيران تفوق العرق الأبيض والعنصرية» خلال رئاسته- قد أيدت الرئيس جو بايدن في عام 2020 لكنها لم تدعم بعد أي مرشح في سباق 2024.

في حين أن إحدى الصور التي نشرها ترامب تُظهر سويفت في زي «العم سام» كانت مزورة بشكل واضح، فإن صورة أخرى تُظهر امرأة شابة في تجمع جماهيري بدت أصلية.

وفقاً للمؤسس المشاركة في مؤسسة CivAI -منظمة غير ربحية تعمل على زيادة الوعي بالقدرات والمخاطر المتزايدة للذكاء الاصطناعي- لوكاس هانسن فإن الصور الأخرى التي تزعم أنها تُظهر مجموعات كبيرة من المشجعين المبتسمين الذين يحتفلون بترامب تحتوي على بعض السمات المميزة للصور التي تنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وقال هانسن إن هذه الصور بدت «معدلة للغاية، ولديها جودة كاميرا عالية» و«الجميع يتمتعون بمظهر جيد حقاً»، مضيفاً أن الصور تستخدم «البوكيه الثقيل وتشويش الخلفية»، وهي سمات مشتركة للصور التي تنشأ عبر الذكاء الاصطناعي.

وقال مشروع محو الأمية الإخبارية إنه أطلق لوحة معلومات التضليل الخاصة به يوم الخميس لزيادة الوعي بالأكاذيب التي يعتقد أنها تشكل «تهديداً وجودياً للديمقراطية» ومن الأفضل فحصها من خلال تحليل جماعي لمئات الأمثلة.

تتعقب قاعدة البيانات -التي ستحدث بانتظام- عدة فئات من التضليل السياسي ونظريات المؤامرة والأكاذيب بشأن وجهات نظر المرشحين السياسية والتأييدات المزيفة، لكن المجموعة لا تقيس عدد المرات التي تنشر وتشارك فيها هذه المنشورات المزيفة.

انتشار التأييدات المزيفة للمشاهير

وفقاً للبيانات المقدمة حصرياً إلى CNN احتوى ما يقرب من 1 من كل 10 منشورات واسعة الانتشار حللها مشروع محو الأمية الإخبارية على تأييدات مزيفة.

وصفت تلك المنشورات تأييدات مزيفة من المشاهير بمن في ذلك لاعب كرة القدم الأميركية آرون رودجرز والممثل مورغان فريمان والموسيقي بروس سبرينغستين، وشخصيات سياسية مثل السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما.

أظهرت قاعدة البيانات أن المنشورات التي تستشهد بهؤلاء الأربعة حصدت ما لا يقل عن 10 ملايين مشاهدة.

في بعض الأحيان وجد الباحثون منشورات منفصلة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي تزعم في وقت واحد أن المشاهير أنفسهم أيدوا مرشحاً وأدانوه، ما يؤكد البيئة الفوضوية والمضللة التي يواجهها المستخدمون.

قال أحد كبار المديرين في مشروع محو الأمية الإخبارية، دان إيفون «كقاعدة عامة، إذا رأيت أحد المشاهير يرتدي قميصاً يحمل رسالة سياسية صريحة، فهناك فرصة جيدة أن يكون مزيفاً».

(مارشال كوهين، CNN)