تراجعت قيمة منصة التواصل الاجتماعي إكس المعروفة سابقاً باسم تويتر بنحو 80 في المئة عن قيمتها قبل عامين عندما اشتراها إيلون ماسك، وفقاً لتقديرات شركة الاستثمار العملاقة فيديليتي.

ولم تعد إكس تُتداول علناً بعد أن دفع ماسك 44 مليار دولار لتحويلها إلى شركة خاصة في أكتوبر 2022، مع ذلك كشفت شركة فيديليتي عن قيمة أسهمها في إكس، ما يمكننا من تقدير القيمة الإجمالية للأسهم.

وبحلول نهاية أغسطس بلغت قيمة أسهم فيديليتي 4.2 مليون دولار فقط، وفقاً لإفصاح نُشر يوم الأحد من قبل صندوق تابع لشركة فيديليتي.

ويعني هذا التقدير انخفاضاً بنسبة 24 في المئة في القيمة عن تقديرات فيديليتي حتى نهاية يوليو، ويمثل انخفاضاً مذهلاً بنسبة 79 في المئة عن تقدير فيديليتي لقيمة الأسهم في أكتوبر 2022 عندما استحوذ ماسك على تويتر.

وتشير القيمة الجديدة من شركة فيديليتي إلى اعتقادها بأن قيمة «إكس» الآن 9.4 مليار دولار فقط، وهو ما يختلف تماماً عن 44 مليار دولار التي دفعها ماسك.

وقد يقيم المستثمرون الآخرون قيمة إكس بشكل مختلف.

يقول المحللون إن انخفاض تسعير فيديليتي لشركة إكس يعكس على الأرجح تقلص عائدات الإعلانات في الشركة، التي لم تعد تنشر مؤشرات مالية ربع سنوية علناً.

الضغط الإعلاني على إكس

قال دان إيفز، المدير الإداري وكبير محللي الأسهم في شركة ويد بوش لشبكة سي إن إن في رسالة بالبريد الإلكتروني «من الواضح أن ماسك دفع أكثر من اللازم مقابل هذا الأصل»، ويعتقد إيفز أن السعر العادل لتويتر كان نحو 30 مليار دولار عندما اشتراه ماسك، واليوم تبلغ قيمته نحو 15 مليار دولار وفق تقديرات إيفز، وقال إنه في حين أن مشاركة المستخدمين في إكس قوية، إلا أن الضغط الإعلاني استمر.

وفي ظل ملكية ماسك أعرب بعض المعلنين عن مخاوفهم بشأن المحتوى المتطرف على المنصة الذي لا يريدون ربط علاماتهم التجارية به.

وفي دراسة استقصائية عالمية حديثة أجرتها شركة كانتار، وجدت أن 26 في المئة من المسوقين يخططون لخفض إنفاقهم على إكس العام المقبل، وهو التراجع الأكبر بين منصات التواصل الاجتماعي العالمية الكبرى.

وقال 4 في المئة فقط من المعلنين إنهم يعتقدون أن إعلانات إكس توفر سلامة العلامة التجارية (اليقين من أن إعلاناتهم لن تظهر بالقرب من المحتوى المتطرف)، مقارنة بـ39 في المئة في غوغل.

في نوفمبر تشرين الثاني الماضي واجه ماسك رد فعل عنيفاً من عدد كبير من العلامات التجارية، التي أوقف بعضها الإنفاق على «إكس»، بعد أن تبنى الملياردير نظرية مؤامرة معادية للسامية يفضلها المقتنعون بتفوق العرق الأبيض.

واعتذر ماسك لاحقاً عمَّا أسماه «أغبى» منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي، ومع ذلك خلال هذا الاعتذار قال ماسك أيضاً للمعلنين الهاربين «اذهبوا إلى الجحيم».

لكن «إكس» لا تزال لاعباً رئيسياً في وسائل التواصل الاجتماعي تحت ملكية ماسك.

وتقول الشركة إن المنصة لديها 570 مليون مستخدم نشط شهرياً خلال الربع الثاني، بزيادة 6 في المئة على العام السابق.

مع ذلك وجدت شركة الأبحاث سيميلر ويب أن منصة إكس تعاني من انخفاض في عدد المشاركين النشطين في الولايات المتحدة بنسبة 20 في المئة حالياً مقارنةً بأكتوبر 2022، ولكن هناك تحسن واضح خارج الولايات المتحدة.

لا يعتقد جين مونستر، الشريك الإداري في دييب ووتر لإدارة الأصول، أن قيمة إكس انخفضت بالقدر نفسه الذي تشير إليه تقديرات فيديليتي.

قال مونستر لشبكة سي إن إن «في الأمد البعيد، ستبلغ قيمة إكس والبيانات التي يمكن للشركة الوصول إليها أكثر من 44 مليار دولار التي دفعها ماسك مقابل تويتر»، مضيفاً «إذا كنت تريد فهماً في الوقت الفعلي لما يفكر فيه الناس، فإن تويتر هو أفضل مصدر لذلك، وهذا أمر له قيمة كبيرة»، لأن بيانات إكس تساعد في تدريب غروك، روبوت الدردشة للذكاء الاصطناعي الذي طورته شركة «إكس» للذكاء الاصطناعي، وهي شركة ناشئة للذكاء الاصطناعي تابعة لماسك، ويعتقد مونستر أن غروك سيكون أكبر مصدر لزيادة ثروة ماسك.