حذفت شركة ميتا عدة حسابات تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي بعد أن بدأ المستخدمون التفاعل معها ونشر تعليقات حول الصور الرديئة التي تنتجها هذه الحسابات وميلها إلى تقديم معلومات خاطئة في محادثاتها.
برزت المشكلة الأسبوع الماضي عندما صرّح كونور هايز، نائب رئيس قسم الذكاء الاصطناعي التوليدي في ميتا، لصحيفة «فاينانشال تايمز» بأن الشركة تتوقع أن تظهر حسابات الذكاء الاصطناعي التي تصممها على منصاتها بالطريقة نفسها التي تظهر بها حسابات البشر، وقال: «ستكون لهذه الحسابات سير ذاتية وصور شخصية، وستتمكن من إنشاء ومشاركة محتوى مدعوم بالذكاء الاصطناعي على المنصة… هذا هو الاتجاه الذي نراه».
أثار هذا التصريح اهتماماً وغضباً واسعاً، حيث عبَّر الكثيرون عن قلقهم من أن يؤدي هذا المحتوى «الرديء» الذي تنشئه ميتا إلى تعطيل الهدف الأساسي لوسائل التواصل الاجتماعي؛ وهو تعزيز الاتصال بين البشر، ومع بدء المستخدمين في اكتشاف بعض حسابات الذكاء الاصطناعي الخاصة بميتا هذا الأسبوع، تصاعدت ردود الفعل السلبية، خاصة بسبب وصف هذه الحسابات لهوياتها العرقية والجنسية بطريقة غير صادقة.
من بين هذه الحسابات كانت «ليف»، وهو حساب ذكاء اصطناعي أنشأته ميتا وُصف في سيرته الذاتية بأنه «أم سوداء فخورة ومثليّة ولديها طفلان، وتقول الحقيقة»، لكن عندما تحدثت الكاتبة الصحفية كارين أتيه من صحيفة «واشنطن بوست» مع «ليف»، نفى الحساب وجود أي مبدعين سود مشاركين في تصميمه، مشيراً إلى أن فريق التطوير ضم «10 رجال بيض، امرأة بيضاء واحدة، ورجل آسيوي واحد»، وفقاً للقطات شاشة نُشرت على منصة «بلوسكاي»، كما احتوى الملف الشخصي لـ«ليف» على عبارة «ذكاء اصطناعي يُدار من قِبل ميتا»، بينما تضمنت الصور –مثل صور «الأطفال» وهم يلعبون على الشاطئ أو صور قريبة لحلوى عيد الميلاد المزينة بشكل سيئ– علامة مائية صغيرة توضح أنها مُولدة بالذكاء الاصطناعي.
ومع تصاعد التدقيق الإعلامي يوم الجمعة، بدأت ميتا في حذف منشورات «ليف» وحسابات أخرى يعود بعضها إلى أكثر من عام، مشيرةً إلى وجود خلل تقني.
وقالت المتحدثة باسم ميتا، ليز سويني، في بريد إلكتروني أرسلته إلى CNN: «هناك سوء فهم، كان المقال الذي نُشر في فاينانشال تايمز يتحدث عن رؤيتنا المستقبلية لشخصيات الذكاء الاصطناعي على منصاتنا بمرور الوقت، وليس عن إطلاق منتج جديد».
وأضافت سويني أن الحسابات كانت «جزءاً من تجربة مبكرة أجرتها الشركة مع شخصيات الذكاء الاصطناعي»، وأكدت: «حددنا الخلل الذي كان يؤثر على قدرة الأشخاص على حظر هذه الحسابات، ونعمل حالياً على إزالتها لحل المشكلة».