تتزايد المخاوف العالمية بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأخبار والمعلومات المضللة، حسب ما أظهر تقرير نشره معهد رويترز لدراسة الصحافة، ما يشكل تحديات جديدة لغرف الأخبار التي تستخدم التكنولوجيا لرفع مستوى الدقة والسرعة في عملياتها.

ويقدم تقرير الأخبار الرقمية السنوي الذي يصدره المعهد يوم الاثنين، والذي يستند هذا العام إلى استطلاعات رأي ما يقرب من 100 ألف شخص في 47 دولة، صورة للعقبات التي تواجهها وسائل الإعلام الإخبارية في زيادة الإيرادات واستدامة الأعمال.

تعمل غرف الأخبار على مستوى العالم على دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملياتها للمساهمة في عمليات البحث بطريقة أسرع، وإنشاء المحتوى وغيرها، ولكن يرى البعض أن قيام عمالقة التكنولوجيا والشركات الناشئة مثل غوغل وأوبن إيه آي ببناء أدوات يمكنها تقديم ملخصات للمعلومات وسحب حركة المرور من المواقع الإخبارية.

لكن التقرير وجد أن المستهلكين يتشككون في استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى إخباري، خاصة فيما يتعلق بالمواضيع الحساسة مثل السياسة.

مميزات الذكاء الاصطناعي

وفقاً للاستطلاع، قال 52% من المشاركين في الولايات المتحدة و63% من المشاركين في المملكة المتحدة إنهم لن يشعروا بالارتياح تجاه الأخبار التي يتم إنتاجها في الغالب باستخدام الذكاء الاصطناعي، وقد استطلع التقرير آراء 2000 شخص في كل دولة، مشيراً إلى أن المشاركين كانوا أكثر ارتياحاً لاستخدامات الذكاء الاصطناعي خلف الكواليس لجعل عمل الصحفيين أكثر كفاءة.

وفي دولة الإمارات، قال وزير الذكاء الاصطناعي عمر العلماء خلال منتدى الإعلام العربي الذي انعقد في شهر مايو، إن الذكاء الاصطناعي أسهم في تطوير المحتوى الإعلامي على صعيد النص والصورة والصوت والفيديو.

وأكد العلماء أن المستقبل يحمل الكثير من الفرص للإعلاميين الراغبين في التعامل الإيجابي مع تقنيات وأدوات واستخدامات الذكاء الاصطناعي.

وكشف العلماء مميزات عدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار، مثل اختصاره مئات المقالات التي تصدر بشكل يومي، وتحليله مضمونها وتصنيفها، وإنتاج محتوى متنوع يحاكي اهتمامات المستخدم.

الأخبار المضللة

ارتفعت المخاوف بشأن المحتوى الإخباري الكاذب عبر الإنترنت بنسبة ثلاث نقاط مئوية على العام الماضي، حيث قال 59% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يشعرون بالقلق حيال الأخبار المضللة، وقال التقرير إن هذا الرقم كان أعلى في جنوب إفريقيا والولايات المتحدة بنسبة 81% و72% على التوالي، حيث تجري الدولتان انتخابات هذا العام.

التحدي الآخر الذي يواجه المؤسسات الإخبارية هو عدم رغبة الجماهير بشكل عام في دفع تكاليف الاشتراكات الإخبارية، وذكر التقرير أنه بعد بعض النمو خلال الوباء، قال 17% من المشاركين في 20 دولة إنهم دفعوا مقابل الأخبار عبر الإنترنت، وهو رقم لم يتغير خلال السنوات الثلاث الماضية.

ومن المرجح أيضاً أن تدفع نسبة كبيرة من المشتركين في الأخبار في الولايات المتحدة أسعاراً مخفضة بسبب التجارب أو العروض الترويجية، حيث يدفع 46% منهم أقل من السعر الكامل لاشتراكاتهم.

التحول إلى البدائل

يلعب المؤثرون في الأخبار دوراً أكبر من المؤسسات الإعلامية الرئيسية في إيصال الأخبار لمستخدمي منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة عبر الإنترنت مثل تيك توك وإنستغرام.

وفي استطلاع شمل أكثر من 5600 من مستخدمي تيك توك الذين قالوا إنهم استخدموا التطبيق للحصول على الأخبار، قال 57% إنهم يهتمون في الغالب بالشخصيات الفردية، مقابل 34% قالوا إنهم يتابعون بشكل أساسي الصحفيين أو العلامات التجارية الإخبارية.

وقال نيومان إن النتائج تظهر أن غرف الأخبار بحاجة إلى بناء علاقة مباشرة مع جمهورها مع «استخدام المنصات بشكل استراتيجي للتواصل مع الأشخاص الذين يصعب الوصول إليهم، مثل الجماهير الأصغر سناً».

وأضاف، «نحن نرى أن هؤلاء المؤثرين لهم دور أكبر على المنصات».

قام التقرير باستطلاع رأي أشخاص في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والأرجنتين والبرازيل، وطلب منهم تسمية ما يصل إلى ثلاثة حسابات رئيسية أو بديلة يتابعونها للحصول على الأخبار.

وأشار التقرير إلى أن أفضل 10 أفراد استشهد بهم المشاركون في الولايات المتحدة معروفون بتقديم تعليقات سياسية بدلاً من جمع الأخبار الأصلية، ومن بين هذه الشخصيات تاكر كارلسون، مذيع قناة فوكس نيوز السابق، وجو روغان، الذي يستضيف أفضل البودكاست على سبوتيفاي، وديفيد باكمان، مقدم برامج إذاعية تقدمية.