في ظل القصف الإسرائيلي المستمر على العاصمة اللبنانية بيروت، ومع التصعيد الذي شهدته البلاد خلال الأسبوعين الأخيرين في حربها مع إسرائيل، تتعرض البنية التحتية للاتصالات في البلاد إلى خسائر فادحة تضغط على اقتصاد لبنان.
وأكد وزير الاقتصاد اللبناني لـCNN الاقتصادية أن التقديرات الأولية لخسائر قطاع الاتصالات بالبلاد بين 50 و75 مليون دولار.
وأضاف سلام أن 15% من شبكات الاتصالات بالبلاد خارج الخدمة وأن أكثر من 350 محطة تشغيل خارج نطاق الخدمة.
قطاع يعاني من هدر بالمليارات
وكغيره من القطاعات الموصولة ب البنية التحتية، يعاني قطاع الاتصالات من هدر بمليارات الدولارات وخسائر سجلت 225 مليون دولار، وذلك في وقت يواجه اللبنانيون بطئاً شديداً في الخدمة الخليوية وتراجع في أداء شبكة الإنترنت.
ومع استمرار أزمة الكهرباء في البلاد التي كلفت الدولة اللبنانية أكثر من 44 مليار دولار (أي ما يقارب نصف الدين العام قبل بداية الحرب الأخيرة) ينازع قطاع الاتصالات والإنترنت بشدة بعدما كان من أهم القطاعات الحيوية التي جنت منها خزينة الدولة اللبنانية الأرباح على مدى سنوات، مع العلم أن رفع التعرفة على تطبيق واتساب كان أحد أسباب انطلاق ما يسمى بانتفاضة تشرين عام 2019.
وكانت وزارة الاتصالات قد أقرت في تموز 2022 رفع تعرفة الاتصالات والإنترنت وبطاقات مسبقة الدفع بزيادة خمسة أضعاف، فخطوط مسبقة الدفع التي كان يبلغ سعرها نحو 40 ألف ليرة سيصبح بين 4 و7 دولارات في بلد يعاني من تراجع سعر صرف العملة المحلية بما يقارب 90 في المئة من قيمتها مقابل الدولار الأميركي في انهيار اقتصادي مستمر من عام 2019.
قطاع كان يؤمن إيرادات كبيرة للبلاد
وكانت إيرادات قطاع الاتصالات في لبنان قد سجلت نحو 17 مليار دولار بين عامي 2010 و2020 في حين كان يتم تشغيل الشبكة لنحو 4 ملايين مشترك، وذلك كلّف 6 مليارات دولار خلال هذه الفترة أي نحو 32% من العائد، مقابل ذلك تعرّض القطاع نفسه لمليارات من الهدر على مدى عقود أسفرت عن تراجع لبنان ضمن المؤشرات العالمية من ناحية الخدمات والسرعة.
أزمة الإنترنت تطول المناطق اللبنانية
تعتبر مشكلة الإنترنت في لبنان قديمة وتفاقمت مع تدهور الأوضاع مؤخراً حيث انقطعت الخدمة عن أغلبية المناطق اللبنانية بسبب القصف الإسرائيلي، ما وضع هذه المناطق خارج نطاق التغطية بسبب توقف عدد من محطات التشغيل والتغذية عن العمل.