في خطوة تاريخية، تم الإعلان عن بيع صحيفة «ذا أوبزرفر»، أقدم صحيفة أسبوعية في العالم، إلى شركة «تورتواز ميديا» الإخبارية الإلكترونية، في صفقة من شأنها إعادة تشكيل مستقبل الصحيفة العريقة.
تأسست «ذا أوبزرفر» في عام 1791، وتمت الصفقة رغم الإضراب الذي نظمه أكثر من 500 صحفي من صحيفة «الغارديان» و«ذا أوبزرفر»؛ اعتراضاً على البيع.
«تورتواز ميديا» التي تأسست عام 2019 على يد جيمس هاردينغ، عرضت استثماراً يزيد على 25 مليون جنيه إسترليني على مدار خمس سنوات بهدف تجديد الصحيفة، مع الحفاظ على قيمتها التاريخية.
الصفقة تأتي في وقت حساس، حيث صوَّت الصحفيون بنسبة 93% لصالح الإضراب ضد القرار، متهمين «صندوق سكوت»، مالك «ذا غارديان»، بالخيانة، ومع ذلك، أكدت مجموعة «ذا غارديان» أن البيع سيسهم في حماية مستقبل الصحيفة، ويعزز صحافتها المستقلة.
التفاصيل الكاملة للصفقة
بموجب الاتفاق، ستنتقل ملكية «ذا أوبزرفر» إلى «تورتواز ميديا»، وستستمر الصحيفة في إصدار نسختها الأسبوعية، مع دمج محتوياتها مع برامج البودكاست والفعاليات الحية التي تقدمها «تورتواز»، ووفقاً للبيان الصادر عن «ذا غارديان»، فإن الاستثمار الجديد سيضمن استدامة الصحيفة ويعزز من تأثيرها في مجال الصحافة الليبرالية المستقلة.
أشارت «تورتواز» إلى أنها تعتزم ضخ أكثر من 25 مليون جنيه إسترليني لتطوير الجوانب التحريرية والتجارية للصحيفة على مدار خمس سنوات، مع الالتزام بالحفاظ على تاريخ الصحيفة والمبادئ التي تأسست عليها، من المتوقع أن تؤدي هذه الاستثمارات إلى تحفيز النمو وتوسيع نطاق جمهور «ذا أوبزرفر».
إعادة الهيكلة والتوجه الجديد
في إطار الصفقة، ستتم إعادة هيكلة غرفتي الأخبار في «ذا غارديان» و«ذا أوبزرفر»، حيث سيتم دمجهما في كيان واحد، مع خلق فرص عمل جديدة لعدد من الصحفيين، وستشمل هذه التغييرات خلق نحو 12 وظيفة جديدة في مختلف الأقسام، ما يعكس التزام «تورتواز» بتوسيع فرق التحرير.
وأوضحت كاثرين فاينر، رئيسة تحرير مجموعة أخبار «ذا غارديان»، أن القرار كان صعباً، لكنه يضمن أفضل مستقبل للصحيفة: «أدرك تماماً كيف كان هذا الأمر مزعجاً لموظفي (ذا أوبزرفر)، لكننا واثقون من أن هذا هو الطريق الأمثل للمضي قدماً».
الحفاظ على إرث الصحيفة
جيمس هاردينغ، مدير «تورتواز ميديا»، أكد أن الشركة ستبذل قصارى جهدها للحفاظ على هوية «ذا أوبزرفر» العريقة، وقال: «نعد قراء الصحيفة بأننا سنعمل جاهدين للحفاظ على تاريخها والمساهمة في استمراريتها، مع تقديم محتوى يتماشى مع قيم الصحافة المستقلة».
يُذكر أن صحيفة «ذا أوبزرفر» تأسست في عام 1791، ما يجعلها واحدة من أقدم الصحف في العالم، وقد لعبت دوراً محورياً في تاريخ الصحافة البريطانية، حيث كانت منبراً للأفكار الليبرالية والتحليلات السياسية المعمقة.
مستقبل الصحيفة بعد البيع
تستهدف «تورتواز ميديا» إعادة إحياء «ذا أوبزرفر» كجزء من استراتيجيتها لتقديم صحافة عميقة بعيداً عن تقارير الأخبار العاجلة، مستفيدةً من نموذج الصحافة التي تعتمد على التحليل والاستقصاء، وستستمر الصحيفة في تقديم تقاريرها الأسبوعية التي تتناول قضايا الساعة، مع التركيز على المساهمة في تقديم محتوى صحفي مميز يتسم بالحياد والتوازن.
تعتبر هذه الصفقة تحولاً كبيراً في صناعة الإعلام البريطانية، حيث تكشف التحديات التي تواجه الصحافة التقليدية في مواجهة التغيرات التكنولوجية وارتفاع تكلفة الإنتاج الإعلامي، إضافةً إلى المنافسة من منصات الأخبار الرقمية.