تنمو صناعة الطيران في الوقت الراهن وسط حالة التعافي من جائحة كورونا والتفاؤل في كل مكان من العالم بمستقبل قطاع السفر والطيران.

معرض باريس للطيران الذي يُعقد مرة كل سنتين ويجمع المصنعين وشركات الطيران والموردين وكبار صناعة الطيران، يرسخ النظرة المتفائلة للقطاع، ويحطم أرقاماً قياسية سابقة على صعيد أكبر الطلبيات.

في بعض الحالات شهد المعرض إعادة تأكيد طلبات الطائرات السابقة، وشكل فرصة للاستعراض والعلاقات العامة والتقاط الصور، ولكن أيضاً منح المديرين التنفيذيين لشركات الطيران فرصة تذكير الشركات المصنعة بأهمية التسليم في الموعد المحدد، شيء قد يكون قوله أسهل من فعله خلال السنوات القادمة، وفق مؤسسة « أو إيه جي» الدولية، المزودة لبيانات شركات الطيران والمطارات.

ووفق رويترز شهدت أول دورة لمعرض باريس الجوي _بعد توقف لأربع سنوات بسبب جائحة كورونا_ طلبيات شراء لطائرات تجارية بمليارات الدولارات وقدمت بعض الدعم للموردين مع عودة السفر الجوي بقوة بعد الجائحة.

وعادت الصناعة إلى المعرض في باريس تحدوها توقعات عالية للطلبيات التجارية ومنخفضة تجاه سلاسل التوريد، لكنها ولدت صورة أكثر توازناً على الجبهتين.

واقتربت الطلبيات المعلنة من مستويات قياسية، لكن هيمنت عليها بشدة شركتان في الهند، اللتان تمثلان السوق الأسرع نمواً في العالم، وهما إنديغو وإير إنديا.

وكشفت إيرباص وبوينج النقاب معاً عن طلبيات أو التزامات لنحو 1100 طائرة، منها نحو 830 اختصت بها إيرباص، في صدارتها صفقة تضم 500 طائرة لإنديغو.

لكن هذه كانت أقل من بعض توقعات السوق التي بلغت 2000 طلبية، ما أسعد بعض المحللين الذين لاحظوا ميلاً أقل للاستعراض وأكثر للاحتياجات الواقعية مقارنة بالمعارض السابقة، من صناعة خرجت منهكة من جائحة كادت أن تنهار خلالها.

ووفق رويترز، النمو الاقتصادي وتنامي الطبقة الوسطى جعل من الهند أحدث ساحة لصفقات الطيران .

وقال كريستيان شيرير كبير المسؤولين التجاريين في إيرباص «ستغذي هذه السوق الكثير من الكيانات في صناعتنا، ونود أن نكون أول من يوجد هناك لفترة طويلة، إن لم تقع أحداث غير متوقعة».

طلبيات سعودية تلوح في الأفق

ووفق موقع «أو أيه جي» التوقعات كانت ترجح أن يشهد معرض باريس الإعلان عن الطلب الضخم المتوقع لشراء الطائرات من طيران الرياض والخطوط الجوية السعودية لأسطولهما ضيق البدن، ولكن لم يتم الإعلان عن ذلك بعد.

ووفق الموقع المختص ببيانات شركات الطيران والمطارات، فمن المحتمل أن الكثير من «الضجيج» حول الطلبات الأخرى دفع إلى إبقاء القصة لعرضها وإخبارها في يوم آخر.

ومع ذلك، وقعت طيران ناس، شركة الطيران السعودية الصاعدة منخفضة التكلفة، على شراء 30 طائرة نيو A320، والتي ستكون مطلوبة بشدة لدعم أهداف رؤية 2030 الموجودة.

وقال التقرير «ننتظر الآن إعلان طيران الرياض الذي قد يكون على بعد أسابيع قليلة نظراً للعطلات الموسمية التي ستبدأ قريباً».