تسعى شركات الطيران إلى استخدام البصمة الأرضية في أجنحة السفر من الدرجة الأولى بأكبر قدر ممكن من الكفاءة. لا تتعلق أحدث التطويرات التي تهدف لجعل تجربة السفر بالدرجة الأولى فائقة الرفاهية بإضافة المزيد من المساحة إلى الأجنحة.
يتعلق الأمر بارتفاع الجدران.
تمتد جدران أجنحة الدرجة الأولى في الطائرات الحديثة ذات الجسم العريض عالياً حتى السقف تقريباً متجاوزةً ما كانت عليه هذه الأجنحة من قبل.
تم تقديم الجيل الأول من أجنحة الدرجة الأولى ذات الأبواب منذ حوالي 15 عامًا على متن طائرة إيرباص A380. مع أكبر طائرة تجارية تم بناؤها على الإطلاق، جاءت مقاعد الدرجة الأولى أكبر، وسرعان ما انتشرت هذه المقاعد في الطائرات الأخرى مثل بوينغ 777.
وبعد عقد ونصف أصبحت غالبية مقاعد الدرجة الأولى مفصولة بأبواب.
الوظيفة الرئيسة للأبواب في أجنحة الدرجة الأولى هي الخصوصية. توفر الأبواب لركاب الدرجة الأولى بعضًا من أفضل الكماليات في عالمنا: فرصة الاستمتاع بمساحة خاصة بهم للعمل، أو الاسترخاء مع مشاهدة فيلم على شاشة كبيرة أو الاستمتاع بالشمبانيا والكافيار وعشاء خاص.
ومع ذلك، وحتى وقت قريب، لم تمتد أبواب الدرجة الأولى نفسها حتى السقف، وانتهت بدلاً من ذلك عند ارتفاع الصدر تقريبًا لمعظم الركاب، مما يعني أن الطاقم والركاب الآخرين الذين يمرون بجانبه يمكنهم رؤية الداخل.
هذا التصميم جاء تلبية لمواصفات السلامة التي تعني أن أفراد الطاقم يجب أن يكونوا قادرين على رؤية ما في داخل الجناح.
تُعرف مجموعات القواعد هذه بمتطلبات رؤية المقصورة، وهي تعني بشكل أساس أنه يجب أن يكون لدى الطاقم خط رؤية المقصورة من مقاعدهم الخاصة بجوار أبواب الطوارئ أثناء الإقلاع والهبوط. (بالنسبة لأولئك منا الذين ليسوا من ركاب الدرجة الأولى، فإن متطلبات عرض المقصورة هي أيضًا سبب اضطرار الطاقم إلى ربط الستائر قبل الهبوط، إضافة إلى سبب وجود تلك الفتحات الصغيرة الأفقية على شكل صندوق بريد في الفواصل بين المقصورات بفئاتها المختلفة.)
ومازالت شركات الطيران بجدران عالية عازلة لأجنحة سفر بالدرجة الأولى قادرة على تلبية هذه المتطلبات.
التمدد نحو الأعلى
بعض جدران أجنحة الدرجة الأولى تمددت نحو الأعلى أكثر من غيرها. لا تمتد جدران شقق الدرجة الأولى في شركة الإتحاد للطيران في أبوظبي على متن طائرة A380 حتى السقف، على الرغم من أن جناح الإقامة به غرفة نوم مغلقة منفصلة عن المقاعد التي على ركاب الإقامة استخدامها للإقلاع والهبوط.
شركة طيران الإمارات في دبي كانت أول شركة طيران تقدم فئة الأجنحة الدرجة الأولى ممتازة مغلقة بالكامل ضمن طائراتها من نوع بوينغ 777. تسمح للركاب بتخصيص تجربتهم طوال الرحلة وصولاً إلى لون الإضاءة. تستخدم طيران الإمارات كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة – التي يمكن الوصول إليها فقط من قبل طاقم الطائرة – وذلك للالتفاف على متطلبات رؤية المقصورة.
أحدث شركة طيران تدخل هذه الأجنحة الممتازة عالية الجدران هي لوفتهانزا.
تتعاون لوفتهانزا مع شركة تصنيع المقاعد “كولين أيروسبيس” وشركة التصميم “بريستمان غوود” لإنشاء جناح “ألاغريس” من الدرجة الأولى الذي يغير قواعد اللعبة.
حتى الآن، لم تذكر لوفتهانزا كيف تمكنت من تلبية متطلبات عرض المقصورة. ولكن إذا كان هناك صف واحد فقط من المقاعد، فقد يكون الأمر بسيطًا مثل مجموعة من المرايا التي تتيح للطاقم رؤية الأجنحة عندما تكون الأبواب مفتوحة للإقلاع والهبوط.
كما هي الحال عند حجز أي مقعد في شركة طيران، تتقلب الأسعار، ولكن خوض تجربة السفر ضمن جناح الدرجة الأولى يكلف عشرات الآلاف من الدولارات
“سي إن إن ترافل” تحدثت مع دانيال ماكينيس مدير “بريستمان غوود” لمعرفة كيف تم تصميم هذه الأجنحة الجديدة، ولماذا تختارها شركات الطيران، كيف تتلاءم مع الطائرة وكيف يجب تصميمها للحصول على الشهادة.
معادلة معقدة
يقول ماكينيس إن السؤال الكبير هو “كيف لا تفقد جودة المنتج مع كل هذه التصديقات، وكل هذه التفاصيل؟ شكل هذا تحديًا كبيرًا، ولكنه مثير للاهتمام، تخطي كل المصادقات سابقة، وتجاوز وكالة سلامة الطيران الأوروبية، كل هذه الأشياء”.
EASA هي وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي ، وهي جنبًا إلى جنب مع إدارة الطيران الفيدرالية في الولايات المتحدة، تشكلان المنظمتين الرئيسيتين لسلامة الطيران في العالم. تأخذ شهادة السلامة للطائرات التي تنتجها شركة إيرباص الأوروبية لصناعة الطائرات.
يقول ماكينيس إن إنشاء جناح لوفتهانزا الجديد الممتاز “كان تحديًا مثيرًا للغاية، لأنه يطبق للمرة الأولى في طائرة من نوع “إيرباص” A350 “.
عند ابتكار أي تجربة جلوس جديدة وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالمقصورات الممتازة مثل هذه، يزيد التعاون بين صانع الطائرة وصانع المقاعد، وشركة الطيران وشريكهم أو شركائهم في التصميم.
استغرق تطوير مقعد لوفتهانزا الجديد خمس سنوات، وهو نتاج تعاون بين خبرة منتجات شركة الطيران وفريق العلامة التجارية، “إيرباص”، “بريستمان غوود”، “كولنز”.
يقول ماكينيس: “لقد اعدينا العديد من النماذج خلال السنوات الخمس للوصول الى النتيجة الأخيرة، عملنا مع فريق الإدارة في الشركة، مع فريق المنتج، وقمنا ببناء نماذج بالأحجام الطبيعية”.
تعزيز الراحة
خلال عملية التصميم، قام الفريق بعدد من التعديلات من بينها إزالة الخزائن العلوية وإضافة خزانة ملابس الى دعامة الباب.
وهذا يعني انه أصبح بإمكان الراكب تغيير ملابسه في جناحه – لا حاجة لاستخدام الحمام – وارتداء البيجامة الفاخرة التي توفرها له شركة الطيران وتعليق ملابسه في الخزانة.
كما عمل الفريق على التأكد من أن تدفق الهواء في المقصورة – المصممة بعناية من قبل الشركة المصنعة للطائرة لتحسين درجة الحرارة والهواء النقي للمقصورة – لم يتم تعطيله، إضافة إلى معرفة ارتفاع جدران المقصورات لإعادة تصميم نظام تكييف الهواء لجناح مغلق بالكامل.
وأشار ماكينيس إلى وجود القليل من المساحة في اعلى الجدران في اجنحة لوفتهانزا الممتازة ” وهي النقطة الجميلة التي توافق الجميع حولها وكان سعيداً بها”.
يوضح ماكينيس أن الجزء المهم من التصميم هو “أنه يجعلك تشعر وكأنها مساحتك الخاصة، بدلاً من … جعلها مقصورة مفتوحة. لقد أرادوا هذا النوع من الخصوصية، ولديك مساحة كافية لا تحتاج حقًا إلى الشعور وكأنك منغلق نوعًا ما. إنها ليست مثل فصل دراسي مغلق – لديك مساحة كبيرة في الداخل. لذلك، حتى لو جلست في مقصورتك والباب مغلق، لا تشعر أنك محاصر “.
مستقبل أجنحة الدرجة الأولى أصبح عالي الجدران.
الحيلة بالطبع، هي القيام بذلك بطريقة تناسب المقصورة بشكل أكثر دقة.