توقع خبراء وعاملون في مجال السياحة بمنطقتي طابا ونويبع المصريتين، تحدثوا لـ«CNN الاقتصادية»، استمرار انخفاض أعداد السياح في المنطقتين ما يؤدي إلى تراجع إيرادات السياحة في مصر بعد سقوط مقذوفين على المدينتين اليوم الجمعة ما أسفر عن إصابة عدة أشخاص.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين مصريين قولهما إن انفجارين وقعا في طابا على الحدود مع إسرائيل ونويبع على بعد نحو 70 كيلومتراً، وقالا إنهما ما زالا يجمعان المزيد من المعلومات.

ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الانفجار، لكن قناة القاهرة الإخبارية المصرية أفادت بأن الصاروخ الذي أصاب طابا يبدو أنه على صلة بالقتال الدائر بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حماس في غزة على بعد نحو 220 كيلومتراً.

وتعد طابا ونويبع من أبرز المقاصد السياحية في مصر بمنطقة جنوب سيناء، وتأثرت هذه المناطق بحرب غزة 2023 إذ تسببت في إلغاء آلاف الحجوزات بمناطق جنوب وشمال سيناء نظراً لعدد السياح الإسرائيليين الكبير الذين يزورونها.

ويصل متوسط عدد السياح الإسرائيليين الوافدين إلى مصر سنوياً إلى ما يتراوح بين 500 و700 ألف سائح سنوياً، وفقاً لما قاله هاني بيتر الخبير السياحي وعضو غرفة الشركات السياحية المصرية.

تأثير مضاعف على السياحة في طابا ونويبع

وأشار هاني بيتر، الخبير السياحي وعضو غرفة الشركات السياحة المصرية، إلى تراجع نسبة إشغال الفنادق في منطقة جنوب سيناء إلى نحو 10 في المئة منذ نشوب حرب غزة بعد أن كانت كاملة الحجز.

وتوقع انخفاض هذه النسبة إلى أقل من ذلك، مضيفاً أنه يخشى من أن تصبح الفنادق في هذه المناطق مهجورة، على حد قوله.

وبحسب هاني جاويش، عضو جمعية مستثمري نويبع وطابا، فإن نسبة السياح التي كانت تشغل الفنادق في هذه المنطقة منذ بدء الحرب تراوحت بين 10 و15 في المئة، متوقعاً استمرار تأثر هذه المناطق بالأوضاع غير المستقرة.

واعتادت مصر استقبال سياح من الجانب الإسرائيلي في منطقتي طابا ونويبع خلال الفترة الماضية بأعداد كثيفة عبر المنافذ البرية بين الجانبين إذ تظهر بيانات إسرائيلية أن مصر كانت ثاني أكبر دولة ذهب إليها السياح الإسرائيليون في منطقة الشرق الأوسط خلال العام الماضي.

عدد السياح الإسرائيليين القادمين إلى مصر

وتستقبل مدينتا طابا ونويبع سياحاً من كل دول العالم قادمين من مدينة القدس ضمن رحلة دينية تضم مصر والقدس والعقبة الأردنية، بحسب هاني بيتر.

ويقول سامي سليمان رئيس جمعية مستثمري طابا نويبع إن هذه الرحلات توقفت منذ بدء الحرب في غزة وهو ما تسبب في انخفاض أعداد السياح القادمين إلى مصر.

السياحة في مصر

وتأتي هذه الأحداث في وقت تعول فيه مصر على السياحة كمصدر رئيسي للعملة الصعبة في ظل نقص شديد من الموارد الدولارية في البلاد.

وتوقعت مذكرة بحثية لبنك الكويت الوطني أن تؤدي حرب غزة وعدم وضوح مدة الصراع الحالي، إلى خفض إيرادات مصر الخارجية بقيمة 1.5 مليار دولار في كل ربع من العام بسبب انخفاض إيرادات السياحة وصادرات مصر من الغاز.

تستهدف مصر زيادة إيرادات قطاع السياحة خلال العام المالي الحالي إلى ما بين 16 و17 مليار دولار، مقابل 14 مليار دولار متوقعة بنهاية العام المالي الماضي، وذلك وفقاً لموازنة المواطن للعام المالي 2024/2023، الصادرة عن وزارة المالية المصرية.

وفي يوليو تموز الماضي، كشف وزير السياحة المصري أحمد عيسى، أن مصر استقبلت ما يقرب من سبعة ملايين سائح في النصف الأول من العام الجاري، وهو ما يُعد الأعلى في تاريخ البلاد لهذه الفترة ويمثل طفرة في انتعاش السياحة في مصر.

وتوقع عيسى أن يتجاوز عدد الزوار في النصف الثاني من العام نظيره في النصف الأول، متوقعاً وصول عدد السياح القادمين إلى مصر في العام المقبل إلى 18 مليوناً.