انتشرت الحركات المناهضة للسياحة في إسبانيا، ما دفع السلطات إلى محاولة التوفيق بين مصالح السكان المحليين، وقطاع السياحة في البلاد.
وتحت شعار (جزر الكناري لها حدود)، تخطط مجموعة من المجموعات في الأرخبيل الواقع قبالة شمال غرب إفريقيا لسلسلة من الاحتجاجات يوم السبت.
تشتهر جزر الكناري بالمناظر الطبيعية البركانية وأشعة الشمس طوال العام، وتجذب ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم.
وتطالب المجموعات هناك السلطات بوقف العمل في فندقين جديدين في تينيريفي، وهي أكبر جزر الأرخبيل السبع وأكثرها تطوراً، كما يطالبون بإعطاء السكان المحليين دوراً أكبر في مواجهة ما يعتبرونه تنمية غير منضبطة تضر بالبيئة، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كما بدأ العديد من أعضاء المجموعة إضراباً عن الطعام إلى أجل غير مسمى الأسبوع الماضي؛ للضغط على السلطات.
واستقبلت جزر الكناري 16 مليون زائر العام الماضي، أي أكثر من سبعة أضعاف عدد سكانها البالغ نحو 2.2 مليون نسمة.
حملات للحث على مغادرة البلاد
ظهرت حركات مماثلة مناهضة للسياحة في أماكن أخرى في إسبانيا، وتنشط على وسائل التواصل الاجتماعي، ففي ميناء ملقا الجنوبي على كوستا ديل سول، وهو مركز نموذج السياحة الإسباني الذي يعود تاريخه إلى عقود، ظهرت ملصقات تحمل شعارات غير ودية تحث الزوّار على الرحيل ومغادرة البلاد.
وفي برشلونة وجزر البليار، وضع الناشطون لافتات وهمية باللغة الإنجليزية، على مداخل بعض الشواطئ الشعبية تحذِّر من خطر تساقط الصخور أو قنديل البحر الخطير.
ويشكو السكان المحليون من ارتفاع قوائم أماكن الإقامة على منصات الإيجار قصيرة الأجل مثل أير بي إن بي، ما أدى إلى تفاقم نقص المساكن وتسبب في ارتفاع الإيجارات، خاصة في المدن.
وأضافوا أن تدفق السياح يزيد من الضوضاء والتلوث البيئي، ويفرض مزيداً من الضغوط على الموارد مثل المياه.
وفي منطقة كتالونيا الشمالية الشرقية، التي أعلنت حالة الطوارئ بسبب الجفاف في فبراير شباط، يتزايد الغضب بسبب الضغوط التي تمارسها الفنادق في كوستا برافا على احتياطيات المياه المستنفدة.
وقال خوسيه لويس زوريدا، نائب رئيس جمعية السياحة إكسيلتور، إن هناك وجهات سياحية بلغت حدود طاقتها الاستيعابية.
عودة السياحة إلى إسبانيا
قبل أن تؤدي جائحة كوفيد-19 إلى ركود صناعة السفر العالمية في عام 2020، كانت الحركات الاحتجاجية ضد السياحة المفرطة قد ظهرت بالفعل في إسبانيا، وخاصة في برشلونة.
والآن بعد رفع قيود السفر، عادت السياحة بقوة، إذ استقبلت إسبانيا رقماً قياسياً بلغ 85.1 مليون زائر أجنبي العام الماضي.
وحددت مدينة سان سيباستيان الساحلية الشمالية الشهر الماضي حجم المجموعات السياحية في المركز بنحو 25 شخصاً، وحظرت استخدام مكبرات الصوت أثناء الجولات المصحوبة بمرشدين.
تدرس مدينة إشبيلية الجنوبية فرض رسوم على غير المقيمين للدخول إلى ساحة إسبانيا الشهيرة، بينما أزالت برشلونة طريق الحافلات المشهور لدى السياح من خرائط غوغل لمحاولة توفير مساحة أكبر للسكان المحليين.
وقالت وزيرة الإسكان إيزابيل رودريجيز خلال عطلة نهاية الأسبوع إنه يجب اتخاذ إجراءات للحد من عدد الشقق السياحية.
وشددت على أن الحكومة تدرك أهمية قطاع السياحة الذي يمثل 12.8 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لإسبانيا.