إنه واحد من أكثر المسطحات المائية إثارة للخوف والإلهام للسفن والبحارة على حد سواء، يمتد 600 ميل من المحيط المفتوح، ويُعرف بظروفه المناخية القاسية التي تُعد من بين الأسوأ على الكوكب، مع أرض مليئة بالثلوج والجليد في انتظاره في النهاية.
معبر دريك.. أصعب تحدٍ للمسافرين
أطلق عليه ألفريد لانسنغ وصف «أكثر أجزاء المحيط رهبة على وجه الأرض» عند حديثه عن رحلة المستكشف إرنست شاكلتون في عام 1916 عبره باستخدام قارب صغير. هذا هو معبر دريك، الذي يربط بين الطرف الجنوبي لقارة أميركا الجنوبية والنقطة الشمالية لشبه جزيرة القارة القطبية الجنوبية.
اليوم، تحول معبر دريك من مغامرة للمستكشفين إلى اختبار شجاع للمسافرين المتجهين إلى القارة البيضاء، جزء كبير من الجاذبية يتمثل في قدرة المسافرين على التفاخر بالنجاة من «اهتزاز دريك»، وهي الأمواج العاتية التي قد تصل إلى 50 قدماً.
عوامل تجعل العبور خطيراً
يعتبر معبر دريك منطقة فريدة بسبب المياه المضغوطة بين أميركا الجنوبية والقارة القطبية الجنوبية، ما يُنتج تأثير «عنق الزجاجة»، بالإضافة إلى الرياح القوية التي لا تجد عائقاً يعترض طريقها في هذا العرض من المحيط، يُعرف نطاق العروض من 40 إلى 60 درجة بـ«الأربعينيات المزمجرة» و«الخمسينيات الغاضبة»، حيث تهب الرياح من الغرب إلى الشرق دون توقف.
التحدي البحري الأكبر
يتطلب عبور معبر دريك تحضيرات دقيقة من قبل البحارة، حيث يحتاج القباطنة إلى تحليل الطقس واتخاذ مسارات مُعدلة لتجنب العواصف، يصف الكابتن ستانيسلاس ديفورسين، أحد قادة السفن، المعبر بأنه اختبار للتركيز والحذر.
جذب المغامرين
على الرغم من الخوف الذي يحيط بمعبر دريك، ينجذب الكثيرون إليه بسبب تحدياته الفريدة وتجربة العبور المثيرة، سواء كنت باحثاً عن مغامرة أو مستكشفاً للقطب الجنوبي، يبقى معبر دريك شهادة حية على قسوة الطبيعة وجمالها في آنٍ واحد.