أتت حملة إيلون ماسك الداعمة لدونالد ترامب بثمارها، حيث أصبح المرشح الجمهوري هو الرئيس القادم للولايات المتحدة الأميركية، ما يجعل أغنى رجل في العالم لديه الكثير ليكسبه خلال السنوات الأربع المقبلة.
وأمضى ماسك أشهراً في تعزيز علاقاته مع ترامب، مستخدماً حسابه على منصة إكس للدفاع عنه واستثمار أكثر من 130 مليون دولار في الجهود المؤيدة لترامب.
وفي إحدى المناسبات، قال إن مستقبل الحضارة على المحك، حتى إنه تعهد بتقديم مليون دولار يومياً للناخبين في الولايات المتأرجحة الذين يوقعون على عريضته الداعمة لحرية التعبير وحقوق السلاح، لكن مع كل ذلك الدعم ماذا سيتفيد ماسك بعد فوز ترامب؟
مكاسب إيلون ماسك بعد فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة
من المرجح أن يستفيد الملياردير الأميركي من فترة ولاية ترامب الثانية في البيت الأبيض، وعبر إريك جوردون، رئيس قسم دراسات ريادة الأعمال في كلية روس لإدارة الأعمال بجامعة ميشيغان، عن الأمر ببساطة قائلاً: «يتقاسم أصدقاء الفائز المكاسب».
وأبرز المكاسب هي موافقة ترامب على دمج اقتراح إيلون ماسك لإنشاء «إدارة الكفاءة الحكومية» بقيادة ماسك، وقال الرئيس المنتخب، إن هذا سيؤدي إلى إجراء تدقيق مالي وأداء كامل للحكومة الفيدرالية بأكملها.
ويمكن أن يمنح هذا الدور ماسك نفوذاً على الوكالات التي طالما أعرب عن أسفه، مثل هيئة الأوراق المالية والبورصة، التي تحقق في استحواذه على تويتر عام 2022، والتي تسمى الآن إكس، ورفعت دعوى قضائية ضده في عام 2018 بسبب تغريدة ادعى فيها أنه حصل على التمويل.
وفي تجمع حاشد مؤخراً في بيتسبرغ، قال ماسك إنه اكتشف أن هناك 428 وكالة حكومية فيدرالية، معلقاً «لماذا تحتاج إلى 428 وكالة؟ لماذا تحتاج حتى إلى 100؟ هذا جنون»، وخلال جلسة بلدية في ولاية بنسلفانيا في 18 أكتوبر الماضي، اقترح تسريح الموظفين الفيدراليين.
واقترح ماسك بالفعل استخدام هذا الدور لصالحه، وخلال مكالمة أرباح تسلا الأخيرة، اقترح ماسك أنه إذا كانت هناك لجنة كفاءة حكومية، فإنه سيساعد في دفع عملية الموافقة على مستوى كل ولاية على حدة إلى الأمام من خلال عملية الموافقة الفيدرالية للمركبات ذاتية القيادة.
ماذا يعني فوز ترامب بالنسبة لإمبراطورية ماسك التجارية؟
بصرف النظر عن التأثير المباشر داخل الحكومة، يمكن أن تؤدي رئاسة ترامب إلى الكثير من الانتصارات لإمبراطورية ماسك التجارية، والتي تشمل شركات: تسلا Tesla، وسبيس إكس SpaceX، وذا بورينج كومباني The Boring Company، ونيورالينك Neuralink، وإكس X.
وفي مذكرة صدرت في وقت مبكر من يوم الأربعاء، قال دان آيفز، محلل «Wedbush»، إن انتخاب ترامب كان بمثابة فوز لشركة تسلا، معلقاً «إن مكانة إيلون ماسك كحليف لترامب من مجتمع الأعمال لم تمر دون أن يلاحظها أحد من قبل المستثمرين، ومع ارتفاع أسهم الشركة قبل طرحها في السوق».
وأضاف إيفز، أنه على الرغم من أن احتمال سحب ترامب للحسومات والحوافز الضريبية يمكن أن يضر بصناعة السيارات الكهربائية؛ فإن هذا قد يكون إيجابياً كبيراً لشركة تسلا، بفضل حجمها ونطاقها الذي لا مثيل له في صناعة السيارات الكهربائية.
وأضاف آيفز «هذه الديناميكية يمكن أن تمنح تسلا وماسك، ميزة تنافسية واضحة في بيئة غير مدعومة بالسيارات الكهربائية».
وتعتمد العديد من شركات ماسك بشكل كبير على الموافقات الفيدرالية أو اللوائح أو الإعانات أو العقود، وتعهد ترامب بمشهد تنظيمي أخف مع تخفيض الضرائب على الشركات والأفراد، ويتوقع الخبراء أنه في عهد ترامب، سيسمح المنظمون لماسك بمزيد من الحرية لتطوير التقنيات المتقدمة.
ويمكن أن يكون التساهل التنظيمي حاسماً بالنسبة لشركة تسلا، خاصة أن المستثمرين يراقبون عن كثب التزام ماسك بتأمين الموافقة على المركبات ذاتية القيادة بالكامل في تكساس وكاليفورنيا.
وقال فرانشيسكو تريبي، أستاذ الأعمال والسياسة العامة في جامعة كاليفورنيا بيركلي، في تصريحات لموقع بيزنس إنسايدر، إن رئاسة ترامب قد تساعد سبيس إكس في الحصول على عقود كبيرة مع وزارة الدفاع.
وخطت الشركة مؤخراً خطوات كبيرة في مجال السفر إلى الفضاء، وهذا النوع من الدعم يمكن أن يساعدها في الحفاظ على ميزة تنافسية على منافسيها مثل بلو أرجين Blue Origin.