كشفت السعودية وإيران والصين، يوم الجمعة، في بيان ثلاثي مشترك عن اتفاق الرياض وطهران على استئناف الحوار والعلاقات الدبلوماسية، وإعادة فتح السفارتين في البلدين خلال شهرين.

يأتي ذلك استجابةً لمبادرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال لقاءات ومفاوضات إيرانية سعودية جرت منذ أيام، خلال الفترة من 6 إلى 10 مارس آذار الجاري في بكين.

البعد الاقتصادي لعودة العلاقات السعودية الإيرانية

عودة العلاقات بين السعودية وإيران لن يقتصر تأثيرها على الناحية السياسية والدبلوماسية، فالبعد الاقتصادي قد يكون الأبرز والأسرع تأثيراً، ليس على البلدين فقط، بل على اقتصادات منطقة الخليج والشرق الأوسط، انطلاقاً من بنود الاتفاق الذي نص على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بين السعودية وإيران الموقعة في عام 2001، وأيضاً الاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب الموقعة في عام 1998.

ووفق البيان الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية، فقد عبر الطرفان عن تقديرهما لاستضافة الصين ودعمها للمحادثات، كما أبديا امتنانهما للعراق ولسلطنة عمان لاستضافة المحادثات بين الجانبين خلال عامي 2021 و2022.

ومع بداية عهد جديد لعودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وإعادة تفعيل الاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار، فقد يكون التأثير الاقتصادي هو الأكثر سرعة ووضوحاً بعد إعلان البيان الثلاثي المشترك.

وفي العام الماضي، صنَّف صندوق النقد الدولي الاقتصاد الإيراني في المرتبة الـ«21» عالمياً، وتوقع التقرير -وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية- أن تبلغ قيمة الناتج المحلي الإجمالي لإيران نحو 599 مليار دولار بناءً على مؤشر القوة الشرائية، مسجلاً بذلك زيادة قدرها 150 مليار دولار مقارنة بالعام الذي سبقه.

بدوره سجل الاقتصاد السعودي أسرع وتيرة نمو له منذ نحو 11 عاماً، وفقاً لجهاز بيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودي، إذ كشف عن تحقيق الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للسعودية خلال عام 2022 معدل نمو قدره 8.7 في المئة.

كما سجلت قيمة الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للسعودية نحو 2.97 تريليون ريال (أي ما يعادل نحو 793.3 مليار دولار) العام الماضي.

أسعار النفط

يُنتظر أن يلقي اتفاق عودة العلاقات بين السعودية وإيران بتوابعه على أسواق النفط العالمية خلال الفترة القادمة، باعتبارهما من أكبر منتجي النفط بالعالم وأكثر الدول التي تمتلك احتياطياً كبيراً من الخام، وكلاهما من أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك».

وتملك السعودية ثاني أكبر احتياطي للنفط في العالم، فيما تحتل إيران المركز الرابع عالمياً.

وفي ظل ترقب أسواق النفط العالمية توابع عودة العلاقات السعودية الإيرانية، ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف يوم الجمعة بعد بيانات التوظيف الأميركية التي جاءت أفضل من المتوقع، على الرغم من أن كلا المعيارين ما زالا في طريقهما للانخفاض بأكثر من 4 في المئة على مدار الأسبوع في ظل القلق بشأن رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.

وارتفع برنت 74 سنتاً، أو 0.9 في المئة إلى 82.33 دولار للبرميل بحلول الساعة 11:27 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (16:27 بتوقيت غرينيتش)، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 57 سنتاً أو 0.8 في المئة إلى 76.32 دولار، وفقاً لرويترز.

وخيمت التوقعات برفع أسعار الفائدة في أكبر اقتصاد في العالم وفي أوروبا على توقعات النمو العالمي، ودفعت كلا الخامين القياسيين للانخفاض بنحو 4.5 في المئة حتى الآن هذا الأسبوع، وهو أسوأ انخفاض لهما منذ أوائل فبراير شباط.

عودة العلاقات الدبلوماسية مع إيران

تعود العلاقات السعودية الإيرانية بعد 7 سنوات، منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما في يناير كانون الثاني عام 2016.

وكانت الكويت والإمارات قد قررتا إعادة العلاقات مع إيران على مستوى السفراء خلال العام الماضي.