حققت شركات النفط الكبرى، «شل» و«توتال إنرجيز» و«شيفرون» و«بي بي» و«إكسون موبيل»، أرباحاً قياسية بلغت قيمتها الإجمالية نحو 199.3 مليار دولار في عام 2022، وهو ما يعزز التركيز عليها من قبل المستثمرين خلال الفترة المقبلة.

وأنهت «توتال إنرجيز» سلسلة الأرباح القياسية بإعلانها يوم الأربعاء عن أرباح سنوية قدرها 36.2 مليار دولار بنهاية 2022، أي أكثر من ضعف أرباح العام السابق، مستفيدةً من ارتفاع أسعار النفط والغاز في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتُشير الأرباح القياسية إلى تحول كبير في قطاع الطاقة، الذي عانى من خسائر فادحة في عام 2020، عندما أدت قيود الإغلاق المرتبطة بالجائحة إلى انخفاض حاد في الطلب على الطاقة وانهيار أسعار النفط.

ويرجع هذا التعافي بشكل رئيسي إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز مع إعادة فتح الاقتصادات بعد الجائحة وأيضاً جرّاء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير شباط الماضي.

وقال توم إيلاكوت النائب الأول لرئيس أبحاث الشركات لدى «وود ماكنزي»، وهي شركة استشارية في مجال الطاقة، «لقد كان عاماً رائعاً بالنسبة لتوزيعات المساهمين».

ويتوقع إيلاكوت أن تظل توزيعات الأرباح مرتفعة هذا العام، لكنه قال إن أسعار النفط قد تحتاج إلى الارتفاع عن مستوياتها الحالية للحفاظ على حجم عمليات إعادة شراء الأسهم المسجل عام 2022.

وبالفعل، كشف العديد من الشركات عن خطط لإنفاق عشرات المليارات من الدولارات لإعادة شراء أسهمها، بما في ذلك شركة «شيفرون»، التي أعلنت الشهر الماضي أنها ستشتري ما قيمته 75 مليار دولار من أسهمها.

الإنفاق على النفط والغاز

أنفقت الشركات جزءاً قليلاً على استثمارات الطاقة المتجددة، مقارنةً بزيادة الإنفاق على النفط والغاز المدفوع بتعافي الطلب وتسارع الحكومات الأوروبية لاستبدال الإمدادات الروسية.

وعلى الصعيد العالمي، بلغ الإنفاق الرأسمالي على النفط والغاز -باستثناء مشاريع التنقيب الجديدة- نحو 470 مليار دولار في عام 2022، وفقاً لـ«وود ماكنزي»، وأشارت الشركة الاستشارية إلى أن هذا الإنفاق لا يزال دون مستويات ما قبل الوباء، لكنه قد يرتفع أكثر هذا العام.

وتضخ شركات النفط الكبرى المليارات في تطوير موارد النفط والغاز، رغم تحذير وكالة الطاقة الدولية في عام 2021 من أن الاستثمار في إمدادات الوقود الأحفوري الجديدة يجب أن يتوقف إذا أراد العالم تحقيق هدف اتفاقية باريس للمناخ المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5درجة مئوية.

وقبل ثلاث سنوات، كشفت شركة «بي بي» النقاب عن خطة لخفض إنتاج النفط والغاز بنسبة 40 في المئة من مستويات 2019 بحلول عام 2030، لكنها تراجعت يوم الثلاثاء عن هذا الهدف، قائلة إن إنتاج عام 2030 سيكون أقل بنحو 25 في المئة فقط.

كما تهدف الآن إلى خفض انبعاثات الكربون من إنتاجها من النفط والغاز بنسبة تتراوح بين 20 و30 في المئة بحلول عام 2030، بانخفاض عن الهدف السابق البالغ 35 إلى 40 في المئة.

ولا تزال «بي بي» تخطط للوصول إلى انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050، وقد استثمرت نحو 30 في المئة من ميزانية إنفاقها الرأسمالي البالغة 16.3 مليار دولار في أعمال انتقالية لتحقيق هذا الهدف في عام 2022.

وخصصت «شل»، التي تستهدف أيضاً تحقيق انبعاثات كربونية صفرية بحلول 2050، 14 في المئة من إجمالي إنفاقها الرأسمالي أو نحو 3.5 مليار دولار، في أعمال الطاقة المتجددة وحلول الطاقة، والتي تشمل توليد الكهرباء، وإنتاج الهيدروجين، واحتجاز الكربون وتخزينه.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «شل» وائل صوان للصحفيين الأسبوع الماضي، إن العالم بحاجة إلى التحرك بشكل أسرع بشأن مصادر الطاقة المتجددة، ما يتطلب تغييرات في سياسة الحكومة، واستيعاب العملاء واستمرار الاستثمارات من قبل شركات مثل «شل».

(كتبت هنا زيادي -CNN، وساهمت أليسون مورو في التقرير)