في عالم يزداد اهتماماً بالتداعيات المرتبطة بتغير المناخ، يدور النقاش حول العلاقة بين نمو النشاط الاستثماري وتعزيز الاستدامة البيئية، وهي العلاقة التي قد يراها البعض عكسية.

لكن عصام أبو سليمان، المدير الإقليمي للبنك الدولي لدول مجلس التعاون الخليجي، رفض في حديث مع «CNN الاقتصادية» فكرة أن النمو الاستثماري مرتبط بشكل عام بالمزيد من الانبعاثات الكربونية.

وفي ما يخص منطقة الشرق الأوسط والخليج تحديداً، قال أبو سليمان إن هناك «فرصة كبيرة بالفعل لتنويع الاقتصاد وتعزيز التوجه نحو الاستثمارات الخضراء التي تدفع النمو الاقتصادي بالتوازي مع نشاط القطاع النفطي في هذه البلدان».

وقارن بين مصادر الطاقة النظيفة والتقليدية قائلاً «صحيح أننا نحتاج إلى الوقت لإتمام عملية الانتقال من المصادر الملوثة إلى مصادر الطاقة النظيفة، لكن هذا الأمر سيعود بالنفع على الجميع».

وأضاف «تكلفة إنتاج الكيلووات الواحد للكهرباء من الطاقة النظيفة سنت واحد، بينما يتطلب إنتاج كيلووات واحد من مصادر الطاقة مثل النفط والغاز نحو سبعة أو ثمانية سنتات»، مشيراً إلى أنه في ضوء هذه المقارنة «ليس من المنطقي إطلاقاً تجاهل هذا الفارق في المستقبل القريب».

إنفستوبيا 2023

2500 مستثمر عالمي، معظمهم من القطاع الخاص، اجتمعوا الأسبوع الماضي تحت سقف واحد في العاصمة الإماراتية أبوظبي، تحت مظلة منصة مؤتمر «إنفستوبيا 2023»، للبحث في فرص الاستثمار بالاقتصاد الجديد، ومن بينها سبل تطوير اقتصاد مستدام.

وقال وزير الاقتصاد الإماراتي عبدالله بن طوق المري، رداً على سؤال من «CNN الاقتصادية»، إن مجالات الاستدامة البيئية، والرعاية الصحية، وكذلك الخدمات المالية كانت من أكثر القطاعات جذباً للمستثمرين، مشيراً بذلك إلى أهمية النجاح الذي تحاول الإمارات تحقيقه في مجال تنويع موارد اقتصادها ودعم القطاعات غير النفطية، وهو ما اعتبره أهم ما يميز الصفقات المبرمة على هامش «إنفستوبيا 2023».

وبدوره، كشف محمد رضوانشاه، المدير العام لمركز الترويج الاستثماري في سفارة إندونيسيا بأبوظبي، لـ«CNN الاقتصادية»، عن استثمارات خضراء كبيرة من المقرر الإعلان عنها مستقبلاً بين شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» ودولة إندونيسيا، التي تستهدف الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول 2060، متأخرة عشر سنوات عن هدف الإمارات.

وكشف كذلك عن التوجه للإعلان عن مشروعات للطاقة الحرارية الأرضية بالتعاون مع «مصدر» وعدد من الشركات الإندونيسية خلال انعقاد قمة «COP28» التي تستضيفها الإمارات بين نوفمبر تشرين الثاني وديسمبر كانون الأول 2023.

وأضاف أن هذه الاستثمارات ستشمل بالإضافة إلى «مصدر» كلاً من «دي بي وورلد الإمارات» و«مبادلة للطاقة» و«مجموعة اللولو المالية القابضة».