تراهن اليابان -خامس أكبر منتج للغازات الدفيئة في العالم- على الأعشاب البحرية لمساعدتها في مكافحة تغير المناخ والوصول إلى الحياد الكربوني الصفري بحلول عام 2050، إذ تعكف البلاد على زراعة النباتات البحرية على طول سواحلها.

ورغم صغر مساحة اليابان التي لا تتجاوز مساحة ولاية كاليفورنيا الأميركية، فإنها تمتلك عدداً من أطول السواحل في العالم، ما يمكنها من استغلال الأعشاب البحرية كوسيلة لامتصاص جزء من انبعاثاتها الكربونية.

ووفقاً لتقديرات وزارة البيئة اليابانية، بلغت كمية الكربون الأزرق (الكربون الذي يتم امتصاصه وتخزينه بشكل طبيعي من البيئة البحرية والساحلية) التي التقطتها اليابان في عام 2022 نحو 350000 طن.

وعلى الرغم من أن هذه النسبة لا تمثل سوى 0.03 في المئة من انبعاثات اليابان البالغة 1.135 مليار طن في ذلك العام، فإن استراتيجية الكربون الأزرق اكتسبت أهمية أكبر في البلاد في الآونة الأخيرة في ظل شيخوخة الغابات التي تحد من قدرة الأشجار على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.

ونتيجة لذلك، انخفضت كمية الغازات الدفيئة التي تمتصها الغابات في اليابان بـ17 في المئة خلال الأعوام الخمسة المنتهية 2022، وتعهدت الدولة بتعزيز جهودها لإعداد البيئة البرية والبحرية لامتصاص المزيد من الكربون.

ويرى العلماء أن زراعة الأعشاب البحرية عبر جميع المناطق الضحلة في مياه البحار من شأنه امتصاص 10–20 في المئة من الانبعاثات الضارة الناتجة عن الأنشطة البشرية في اليابان.