سلّطت الجلسة الثانية ضمن مؤتمر الدفاع الدولي، المنعقد في مركز أدنوك للأعمال بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، الضوء على تزايد مساهمة التقنيات المتقدمة في أماكن العمل وأثر ذلك على تغيير منهجيات تطوير المواهب وإدارة رأس المال البشري.

تحدث في هذه الجلسة كلٌّ من حسن الحوسني، الرئيس التنفيذي لشركة «بيانات»، وجيمس مورس، رئيس أكاديمية «ربدان» في أبوظبي، وروبرت خاتشاتريان، وزير صناعة التكنولوجيا الفائقة في أرمينيا، وأنطوان نوغير، رئيس الاستراتيجية في «ايرباص».

شدد المتحدثون على أهمية التعاون بين المؤسسات الأكاديمية وشركات الدفاع والحكومات لتهيئة منهج دراسي متطور، يبني جيلاً عاملاً قوياً يواكب الاتجاهات التكنولوجية، في وقت تشهد التكنولوجيا تطوراً سريعاً في مجال الدفاع.

وقال مورس إن التحدي الذي تواجهه شركات الدفاع هو التقدم التكنولوجي بوتيرة سريعة لا تواكبها برامج التعليم، «فبحلول الوقت الذي ينضم فيه الخريجون إلى القوى العاملة، تكون التكنولوجيا قد تطورت أكثر».

وتابع أن معدل انتشار التكنولوجيا هو تحدٍ كبير، ذلك أن «القوات العسكرية والأمنية تحتاج إلى فهم التكنولوجيا الجديدة وآثارها السياسية كما الأخلاقية، لذلك تحتاج المؤسسات التعليمية إلى تقديم هذه المعلومات».

وثمة نقاش دائر حول الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، إذ ترغب بعض الجامعات في حظره بسبب اعتماد بعض الدارسين عليه، لكن مورس يرى «تبني الذكاء الاصطناعي، فهو أداة المستقبل ونحتاج إلى إعداد الجيل المقبل للتعامل معه».

واتفق الحوسني معه في الرأي، مضيفاً أن التكنولوجيا أداة مهمة لجمع البيانات الضخمة التي تدعم صانعي القرار، ما يستلزم إقامة نهج تعاوني بين البشر والذكاء الاصطناعي.

وشدد على أن القوى العاملة البشرية يجب أن تتطور وتنتقل من الوظائف ذات المستوى المتدني إلى مستوى أعلى من المهارات.

وقال نوغير «الناس أنفسهم يشكلون تحدياً.. لأن الجميع ليسوا مستعدين للتغييرات التكنولوجية التي تحدث، فكيف نعالجها؟ في الشركات الكبرى مثل «إيرباص» لا نحتاج إلى القيادة العليا فحسب، بل نحتاج أيضاً إلى خطة وقرار مناسبين لاحتضان الذكاء الاصطناعي مع ضمان استمرار العمل».

وأضاف «الجيل الجديد سيكون أكثر انفتاحاً لمواجهة التحديات التكنولوجية».

وقال خاتشاتريان «سياسة الابتكار لا تعمل في فراغ، وهي تتطلب أنظمة خاصة وبنية تحتية وتعاون الدول»، لذا فإن النجاح الرئيسي لا يتوقف عند الدعم المالي، لكنه يشمل شبكات من الأشخاص والأفكار أيضاً.

(شاركت في التغطية لين ماضي ورهام درويش)