صفقة تجارية وشيكة بين الهند وأميركا قبل انتهاء مهلة ترامب

الهند تقترب من اتفاق تجاري مع واشنطن لتفادي رسوم ترامب (شترستوك)
صفقة تجارية وشيكة بين الهند وأميركا قبل انتهاء مهلة ترامب
الهند تقترب من اتفاق تجاري مع واشنطن لتفادي رسوم ترامب (شترستوك)

تُسابق الهند الزمن لإبرام اتفاق تجاري مؤقت مع الولايات المتحدة خلال هذا الأسبوع، في خطوة تهدف إلى تجنب الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطلع أبريل نيسان 2025، والتي أطلق عليها اسم «رسوم يوم التحرير»، بحسب ما نقلته مصادر مطلعة على سير المحادثات لوكالة رويترز.

ويُعد هذا الاتفاق المؤقت في حالة اكتماله من أول الاتفاقات التي تُبرم مع شريك تجاري كبير للولايات المتحدة منذ إطلاق ترامب سلسلة الرسوم الجديدة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ويُتوقع أن يُمهّد الطريق لاتفاق شامل بين واشنطن ونيودلهي، إذ أكد الطرفان سعيهما للانتهاء من المرحلة الأولى من الاتفاق الكامل بحلول الخريف المقبل.

تهديدات جمركية وضغوط زمنية

كان ترامب قد حدّد التاسع من يوليو تموز الجاري موعداً نهائياً لإبرام اتفاقات جديدة مع الشركاء التجاريين، وإلّا ستُفرض رسوم جمركية تصل إلى 26 في المئة على واردات من دول كالهند، وهي من أعلى النسب المفروضة على اقتصاد رئيسي.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، اليوم الاثنين، إن المسؤولين الأميركيين «يعملون على اللمسات النهائية للاتفاقات التجارية»، مشيرة إلى أن «إعلاناً رسمياً من الرئيس وفريقه التجاري سيصدر قريباً بشأن الهند».

تفاصيل الاتفاق المرتقب

ترأس الوفد الهندي المفاوض راجيش أغروال، الذي كان موجوداً في واشنطن لتسوية التفاصيل الأخيرة، بينما يُرتقب أن يعقد وزير الخارجية الهندي إس جايشانكار لقاءات ثنائية مع نظيره الأميركي ماركو روبيو على هامش اجتماع مجموعة «كواد» في العاصمة الأميركية.

ووفقاً للمصادر، من المتوقع أن يحمي الاتفاق المؤقت الأسواق الزراعية الحساسة في الهند، بما في ذلك القمح ومنتجات الألبان، من الرسوم الجمركية الأميركية، رغم استمرار المفاوضات حول بعض البنود.

وتعتبر الزراعة، وخاصة قطاع الألبان، مسألة بالغة الحساسية في الهند، إذ يوظف هذا القطاع أكثر من 80 مليون شخص، معظمهم من صغار المزارعين، وتخشى الحكومة من تدفق منتجات أجنبية قد تتعارض مع القيم الدينية لدى بعض شرائح المجتمع.

في المقابل، وافقت الهند على زيادة وارداتها من الغاز الطبيعي الأميركي، في محاولة لتقليص فائضها التجاري مع الولايات المتحدة، الذي بلغ 41.2 مليار دولار في السنة المالية 2024-2025، كما توصل الطرفان إلى اتفاقات بشأن خفض الرسوم الجمركية على آلاف السلع بين الجانبين.

وتأتي هذه الخطوة في ظل تقارب استراتيجي متنامٍ بين نيودلهي وواشنطن في مجالات الدفاع والتكنولوجيا والدبلوماسية، ضمن مساعٍ مشتركة لاحتواء النفوذ الصيني في المنطقة، وكان ترامب قد دعا الهند مؤخراً إلى شراء مزيد من الأسلحة الأميركية لتقليص العجز التجاري.

يُذكر أن الهند اختتمت اتفاقاً تجارياً مع المملكة المتحدة في مايو أيار الماضي، وتسعى لإبرام اتفاق مع الاتحاد الأوروبي بنهاية 2025، في إطار أجندة تجارية أكثر انفتاحاً لحكومة ناريندرا مودي.

لكن التوتر لا يخلو من المشهد، إذ أعربت الحكومة الهندية عن اعتراضها الشهر الماضي على تصريحات ترامب بشأن تدخله في النزاع مع باكستان حول كشمير، وهو ما قد يلقي بظلاله على العلاقات رغم التطورات الاقتصادية الإيجابية.