مخاوف من أزمة أسمدة عالمية بسبب الصراع في الشرق الأوسط

مخاوف من أزمة أسمدة عالمية بسبب الصراع في الشرق الأوسط المصدر (أ ف ب)
مخاوف من أزمة أسمدة عالمية بسبب الصراع في الشرق الأوسط
مخاوف من أزمة أسمدة عالمية بسبب الصراع في الشرق الأوسط المصدر (أ ف ب)

رغم انتهاء حرب إيران وإسرائيل فإن تأثيرها قد يمتد لفترة أطول، إذ تتزايد مخاوف العاملين ومحللين في قطاع الأسمدة العالمية من حدوث أزمة عالمية بسبب انقطاع الغاز الذي تسبب في توقف الإنتاج في بعض البلدان المٌنتجة والمصدرة الكبرى في العالم ما عطل سلاسل التوريد عالمياً.

وشهدت أسواق الأسمدة العالمية تقلبات حادة خلال الأسابيع الماضية بسبب مخاطر تتعلق بالمعروض بسبب التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، كما ارتفعت أسعار أسمدة الفوسفات واليوريا بدعم من محدودية توافرها والطلب الإقليمي القوي.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ويقول مصدرون للأسمدة ومحللون تحدثوا لـCNN الاقتصادية إن التجار يراقبون تحركات السوق عن كثب، خاصة في ما يتعلق بالمناقصات القادمة وتحديات الإنتاج والشحن وسلاسل التوريد لا تزال تؤثر على التسعير.

وتحظى منطقة الشرق الأوسط بنصيب كبير في سوق إنتاج وتصدير الأسمدة بمختلف أنواعها، إذ إن نحو ثلث صادرات اليوريا العالمية و44% من صادرات الكبريت وخُمس صادرات الأمونيا تمر أو تنتج في دول تقع غرب مضيق هرمز، وفقاً لبيانات CRU.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

ويعد أبرز المنتجين العالميين في الشرق الأوسط هم السعودية وعمان ومصر وقطر والأردن والإمارات وإسرائيل، بجانب إيران التي تنتج أكثر من نوع من الأسمدة.

ووفقاً لبيانات شركة كبلر للبيانات والتحليلات، فإن إجمالي الشحنات الشهرية من في المنطقة تبلغ نحو 3 ملايين إلى 3.9 مليون طن من الأسمدة، منها نحو 1.5 إلى 1.8 مليون طن من الكبريت، و1.2 إلى 1.5 مليون طن من اليوريا، ونحو 400 إلى 500 ألف طن من الأمونيا والفوسفات لكل منهما.

سوق الاسمدة العالمي

توقف إنتاج الأسمدة وارتفاع الأسعار

وأدى اندلاع حرب إيران إلى توقف بعض منتجي الأسمدة الإيرانيين عن إنتاج أسمدة اليوريا والأمونيا، فيما أوقفت مصر ضخ الغاز لمصانع الأسمدة بعد انقطاع إمدادات الغاز عن إسرائيل، وفقاً لما يقوله إيشان بهانو محلل رئيسي للسلع الزراعية في كبلر، لـCNN الاقتصادية.

ويضيف أنه: «نتيجة لتوقف الإمدادات ارتفعت أسعار أسمدة اليوريا في أميركا والبرازيل والشرق الأوسط، كما رفعت السعودية أسعار اليوريا إلى 450 دولاراً للطن -تسليم ظهر السفينة- بزيادة كبيرة على سعرها السابق البالغ 402 دولار للطن -تسليم ظهر السفينة- كما ارتفعت أسعار اليوريا البرازيلية -تسليم ظهر السفينة- بمقدار 32 دولاراً للطن».

وبحسب خالد أبو المكارم، رئيس المجلس التصديري المصري للكيماويات، فإن التوترات الجيوسياسية الأخيرة في المنطقة أثرت بشكل نسبي على بعض سلاسل الإمداد العالمية، ما تسبب في تحديات لوجستية وارتفاع تكاليف النقل في بعض الأسواق.

وقال إن هذه التطورات أسهمت في انخفاض مؤقت لبعض الطاقات الإنتاجية في العديد من الدول، وهو ما انعكس على توازن العرض والطلب.

ويشهد السوق العالمي للأسمدة حالياً حالة من التذبذب السعري، نتيجة تداخل عدة عوامل، أبرزها الأوضاع السياسية وتقلب أسعار مدخلات الإنتاج والتغيرات المناخية التي تؤثر على الطلب الزراعي، وفقاً لأبو المكارم.

وقبل يومين حذر رئيس إحدى أكبر شركات الأسمدة في العالم من أن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط قد يُحدث صدمة جديدة في أسعار الغذاء، نتيجةً لضغطه على سلاسل التوريد العالمية لمغذيات المحاصيل والطاقة.

وقال سفين توري هولسيثر، الرئيس التنفيذي لمجموعة يارا النرويجية، لفايننشال تايمز إن شركات الأسمدة وعملائها يراقبون عن كثب المخاطر المحيطة بمضيق هرمز، محذراً من أن أي اضطراب قد يؤثر على إنتاج الغذاء العالمي.

مخاوف من ارتفاع أسعار الغذاء

وتعتمد أميركا اللاتينية وأوروبا على استيراد كميات كبيرة من أسمدة اليوريا من الشرق الأوسط.

وتعتمد الزراعة العالمية على المنطقة في توفير أكثر من ثلث إمداداتها من الأسمدة، ويعتمد كبار منتجي الأغذية، من الولايات المتحدة والبرازيل غرباً، إلى الهند والصين شرقاً بشكل كبير على الأسمدة من المنطقة.

ويقول المحلل الرئيسي للسلع الزراعية في كبلر، إنه رغم ارتفاع أسعار الأسمدة، فإننا نتوقع أن يكون التأثير الفوري على أسعار الغذاء ضئيلاً.

ويضيف أن تكاليف الإنتاج ستزداد تدريجياً، ولكن على مدى فترة زمنية أطول، نظراً لأن هناك تأخيراً كبيراً في انتقال أسعار الأسمدة إلى الغذاء بسبب حجم سلسلة التوريد وطول مدتها.

ويضرب بهانو مثالاً بأن ارتفاع أسعار الأسمدة سيؤدي إلى زيادة تكاليف المدخلات للمزارعين البرازيليين الذين يزرعون فول الصويا في أكتوبر تشرين الأول 2025، وستظهر هذه التكاليف المرتفعة في حصاد فبراير شباط 2026.

لكن بهانو لا يستبعد أن تنخفض الأسعار على المدى القصير إذا ظل الطقس مواتياً وشهد العالم إنتاجاً جيداً من السلع الغذائية، مشيراً إلى أن كل سلعة غذائية بناء على أساسيات العرض والطلب الخاصة بها.