تستهدف الإمارات صدارة مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051، واتخذت خطوات للحد من آفة إهدار الطعام، ووفقاً لتقرير مؤشر الأمن الغذائي العالمي 2022، فإن الإمارات كانت الأقل عرضة للخطر بين 56 دولة.

ومع تعدد الأزمات التي تهدد الأمن الغذائي في السنوات الأخيرة، بما فيها الحرب الروسية الأوكرانية، وأزمة البحر الأحمر، والتغير المناخي، باتت أهمية هذا الموضوع تزداد يوماً بعد يوم.

وهذا ما أكده كاري فاولر، المبعوث الأميركي الخاص للأمن الغذائي العالمي، لـ«CNN الاقتصادية» في تصريحات سابقة، إذ قال إن تلك الأزمة تتفاقم، وإن عدد الأشخاص الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي آخذ في الارتفاع، كما أن العالم يدخل هذا العام في حدث ظاهرة النينيو، أي ظاهرة الجفاف في بعض مناطق العالم، ما يعني أن أزمة الأمن الغذائي قد تأخذ منعطفاً خطيراً هذا العام.

مبادرات الإمارات في «جلفود 2024»

ويأتي معرض «جلفود 2024»، الذي انطلقت فعالياته يوم الاثنين ويستمر حتى 23 فبراير شباط الجاري بمركز دبي التجاري العالمي، انعكاساً لدور الإمارات في تعزيز كفاءة سلاسل الإمداد العالمية، ويشارك في المعرض الذي يُعنى بقطاع الأغذية والمشروبات أكثر من 5500 جهة عارضة من أكثر من 190 دولة.

وفي هذا السياق، أكد حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حرص دولة الإمارات على المساهمة بدور فعّال في تعزيز كفاءة سلاسل الإمداد العالمية، وإرساء المقومات اللازمة لضمان التدفقات السلسة للسلع والبضائع على تنوعها، وذلك من خلال الاستفادة من الإمكانات اللوجستية القوية التي تتمتع بها الدولة من مطارات وموانئ عالمية المستوى وإمكانات رقمية متطورة تسهم في تسريع عمليات المناولة وتأكيد حركة تجارية سلسة وفعالة.

وسعياً لتحسين سلاسل التوريد في الإمارات، أسست موانئ أبوظبي ومجموعة غسان عبود مركز أبوظبي للأغذية، وهو المشروع الذي وصفته مديرته التجارية فيديا شاه بأنه جزء من أجندة الأمن الغذائي في البلاد.

ويتيح هذا المركز وصولاً أفضل للشركات إلى الأسواق وبناء نظام بيئي متكامل عبر تسهيل العمليات التجارية في اللحوم بأنواعها والمأكولات البحرية والحبوب والأرز والخضار والفواكه ومنتجات الألبان والأغذية الجافة والأزهار الطبيعية، ويتيح للشركات من جميع أنحاء العالم عرض منتجاتها، ما يوفر للمشترين آلاف الخيارات من الأغذية الطازجة التي يتم حفظها ضمن بيئة آمنة ونظيفة، الأمر الذي يرسخ دور دولة الإمارات كعضو فاعل في سلسلة التوريد الغذائية العالمية سريعة النمو.

وتؤكد جانيت حيدر، المدير العام للإمارات الوطنية للأغذية، أن الأمن الغذائي هو هدف الشركة الرئيسي، إذ تسعى لجعل الإمارات مكتفية ذاتياً في قطاع الدواجن من خلال بناء (مزرعة السلوى) لتربية الدواجن وإنتاج البيض دون استيراد أي شيء، على حد قولها.

وتستخدم الشركة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العالية الجودة في مجازرها، كما تخطط لمشروع تجريبي في عامي 2024 و2025 لإنشاء بيوت دجاج تُدار أوتوماتيكياً بشكل كامل دون أي تدخل بشري من أجل تبسيط أعمالها وجعلها أكثر فاعلية.

استهلاك الغذاء في دول مجلس التعاون الخليجي

تتوقع شركة الاستشارات المصرفية الاستثمارية (ألبن كابيتال) الإماراتية نمو استهلاك الأغذية في دول مجلس التعاون الخليجي بمعدل سنوي مركب قدره 2.8 في المئة ليصل إلى 56.2 مليون طن متري بحلول عام 2027، كما تتوقع أن تتجاوز فئة الأغذية النباتية معدلات نمو فئتي اللحوم والحبوب في السنوات القادمة في المنطقة.

وبحسب تقرير لشركة (ألبن كابيتال)، سيكون الطلب على الغذاء في دول مجلس التعاون الخليجي مدفوعاً بتحسن عوامل الاقتصاد الكلي، وارتفاع عدد السكان، وازدهار السياحة، والمبادرات المختلفة التي تتخذها الحكومات لتحسين الاعتماد على الذات، وتشهد الصناعة ارتفاعاً في الطلب على مفاهيم جديدة لتناول الطعام ومأكولات متنوعة، وذلك بسبب تغيّر تفضيلات المستهلكين وزيادة الوعي الصحي.

جلفود 2024

ووفقاً للتقرير، فمن المتوقع أن يصل استهلاك الفرد من الغذاء في دول مجلس التعاون الخليجي إلى 904.1 كيلوغرام بحلول عام 2027، مقابل 872.5 كيلوغرام في عام 2022، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 0.7 في المئة.

جلفود 2024

ويرجح التقرير أن تظل السعودية أكبر سوق في دول مجلس التعاون الخليجي من حيث استهلاك الغذاء على الرغم من انخفاض حصتها من 57.1 في المئة في عام 2022 إلى 55.5 في المئة في عام 2027، ومن المتوقع أن تشهد البحرين أعلى معدل نمو سنوي مركب بنسبة 4.5 في المئة، بينما تنمو الإمارات والسعودية بوتيرة معتدلة تبلغ 3.3 في المئة و2.2 في المئة على الترتيب، بما يتماشى إلى حد كبير مع النمو السكاني فيهما.

جلفود 2024

كما يتوقع التقرير أن يتراوح النمو بين فئات الأغذية المختلفة بين 2.0 في المئة و3.2 في المئة في الفترة من 2022 إلى 2027، وقال التقرير إن فئة الأغذية النباتية ستحقق أعلى معدل نمو سنوي مركب بنسبة 3.2 في المئة، تليها مباشرة فئة الأطعمة الأخرى (التي تشمل البيض والأسماك والبقول والزيوت والدهون والبطاطس ومنتجات العسل) واللحوم بنسبة 3.1 في المئة لكل منهما.