يتصاعد الغضب الشعبي في الصين بسبب مزاعم مفادها أن شركة أغذية كبرى، مملوكة للدولة، خفّضت التكاليف عن طريق استخدام الناقلات نفسها لنقل الوقود وزيت الطهي دون تنظيفها قبل استبدال البضائع.
أثارت الفضيحة التي تورطت فيها أكبر شركة صينية لتخزين ونقل الحبوب، سينوغرين Sinograin، والتكتل الخاص Hopefull لتجارة الحبوب والنفط، انتقادات شديدة من وسائل الإعلام الحكومية الصينية، ومخاوف بشأن تلوث الغذاء في بلد هزته في العقود الأخيرة سلسلة من المخاوف المتعلقة بسلامة الغذاء والدواء.
لقد كان «سراً معروفاً للجميع في صناعة النقل أن الناقلات كانت تقوم بمهمة مزدوجة»، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «بكين نيوز» المرتبطة بالدولة الأسبوع الماضي، والذي زعم أن الشاحنات التي تحمل وقوداً أو سوائل كيميائية تُستخدم أيضاً لنقل المواد المخصصة للأكل، والسوائل مثل زيت الطهي وعصير الفاكهة المُركز وزيت فول الصويا، دون إجراءات التنظيف المناسبة.
وأعلن مكتب سلامة الأغذية التابع للحكومة الصينية، يوم الثلاثاء، أن فريقاً سيحقق في مدى سلامة نقل زيت الطعام، متعهداً بأن المسؤولين عن أي ممارسات خاطئة «سيعاقبون بشدة وفقاً للقانون»، وفقاً لبيان نُشِر على الموقع الإلكتروني بأعلى جهة تنظيمية بالسوق الصينية.
وقالت الشركتان المذكورتان في التقرير الإعلامي إن التحقيقات جارية، وأضافت شركة سينوغرين، المملوكة للدولة، يوم السبت، إنها بدأت عمليات تفتيش في جميع عملياتها، وتعهدت بوقف العمل مع أي من مقدمي خدمات النقل الذين يتبين أنهم ينتهكون قواعد السلامة.
وفي الوقت نفسه أصدرت شركات تصنيع زيت الطعام الكبرى الأخرى، التي لم يُذكر اسمها في التقرير، بيانات تتبرأ فيها من استخدام شاحنات الوقود لنقل منتجاتها.
كان الرئيس الصيني، شي جين بينغ، قد أعلن أن الأمن الغذائي والسلامة الغذائية من القضايا الأساسية بالنسبة له، وربطهما باستقرار البلاد ووصف الإشراف الناجح عليهما بأنه اختبار لقدرة الحكومة على الحكم.
وعلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي، الخاضعة للمراقبة والإشراف الحكومي الشديد في الصين، دعا العديد من أفراد الجمهور إلى سحب المنتجات وزيادة الرقابة على الصناعة.
ومع تفجر المناقشات حول هذه الادعاءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، سارعت وسائل الإعلام الحكومية التي تخضع لرقابة مشددة في الصين إلى انتقاد الممارسات الخاطئة المزعومة، في إشارة إلى رغبة الدولة في أن تُرى وهي تقود إدانة هذه القضية، بدلاً من العمل على إخماد الغضب العام.
ووصفت قناة CCTV الحكومية في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع هذه الممارسة المزعومة والتلوث المحتمل للمنتجات الغذائية من الوقود المتبقي في الناقلات بأنه «يرقى إلى مستوى تسميم المواطنين ويُظهر التجاهل الشديد لحياة المستهلكين وصحتهم»، كما قالت صحيفة الشعب اليومية، الناطقة باسم الحزب الشيوعي، إنه عندما تكون سلامة الغذاء على المحك «ليس هناك حق في الصمت» ودعت الجهات المُنظمة إلى التحرك.
وعلى الرغم من ارتفاع مستويات المعيشة في العقود الأخيرة، فإن سلامة الغذاء كانت قضية مُثارة باستمرار في الصين، حيث أبلغت وسائل الإعلام المحلية عن العشرات من الفضائح البارزة منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ما أدى إلى تشديد القيود التنظيمية الحكومية.