{{ article.article_title }}

author image clock

{{ article.author_name }}

{{ article.author_info.author_description }}
{{ article.image_path && article.image_path.media_type !== '6' ? article.image_path.image_caption : '' }}
{{ article.image_path && article.image_path.media_type !== '6' ? article.image_path.image_caption : '' }}

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إن جورجا ميلوني «تتمتع بشخصية رائعة تكتسح كل شيء أمامها في أوروبا»، بينما ترى رئيسة وزراء إيطاليا ترامب «مدافعاً قوياً وذكياً عن الغرب»، وذلك في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز.

كانت ميلوني الزعيمة الأوروبية الوحيدة في حفل التنصيب الرئاسي لترامب، وهو "الشرف" الذي حصلت عليه بعد أسبوعين فقط من سفرها إلى فلوريدا لمقابلته في منتجعه في مار إيه لاغو، ودفعها إلى موقع الصدارة في إجابات المحللين عن سؤال «من هو الحليف الجديد المفضل لواشنطن في أوروبا؟».

من الناحية النظرية من الممكن أن تستفيد ميلوني كثيراً من صداقة ترامب، فإيطاليا، العضو في حلف شمال الأطلسي، لديها فائض تجاري كبير مع الولايات المتحدة وميزانية دفاع مُنخفضة؛ ما يضع ميلوني في مسار تصادمي مع الإدارة الأميركية الجديدة، ما لم تتمكن من الاستفادة من علاقاتها مع ترامب لصرف انتباهه عن هذا المسار.

وحتى التحالف مع القائد الأميركي الأعلى يحمل في طياته بعض المخاطر، فقد عملت ميلوني بجد لإقناع بروكسل بأنها شريك موثوق به، وقد تقوّض مكانتها إذا اهتمت بالمصالح الإيطالية على حساب بقية الكتلة المكونة من 27 دولة.

قال فرانشيسكو غاليتي، مؤسس شركة استشارات المخاطر السياسية بوليسي سونار «ميلوني في موقف حرج للغاية، تأمل أن تحصل على قيمة مضافة من تقربها لترامب، لكنها تخاطر بعزل نفسها عن أوروبا، في حين لا تمتلك أي ضمانات بحماية إيطاليا من التعريفات الجمركية الأميركية أو ردود الفعل السلبية على الإنفاق الدفاعي المُخيب للتوقعات».

في أقل من عشر سنوات تحولت ميلوني من زعيمة لحزب قومي متطرف مهمش إلى رئيسة لواحدة من أكثر الحكومات استقراراً في تاريخ إيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تعمل كجسر بين الأحزاب اليمينية المتطرفة والأحزاب المحافظة في أوروبا، وقد منحها انتخاب ترامب، الشريك الأيديولوجي الطبيعي، الفرصة للعب دور مماثل، ولكن على مسرح أكبر بكثير، عبر المحيط الأطلسي.


إيطاليا أولاً


على الرغم من تحرك ميلوني بعيداً عن جذورها اليمينية المتطرفة يعتقد بعض المحللين في روما الذين تابعوا صعودها الصاروخي أن أفكارها المتأصلة المتشككة في أهمية وحدة أوروبا سوف تسود.

قالت ناتالي توتشي، مديرة معهد العلاقات الدولية الإيطالي، «إن الاعتقاد بأنها ستفعل أشياء لصالح أوروبا نتيجة قربها من ترامب هو اعتقاد ساذج تماماً، ميلوني ستختار دائماً، بشكل غريزي، المصالح الوطنية بدلاً من المصالح الأوروبية».

ومن المحتمل أن تخسر إيطاليا الكثير خلال فترة رئاسة ترامب، خاصةً من تهديده بإنهاء العجز التجاري الأميركي مع الاتحاد الأوروبي، ربما من خلال زيادة الرسوم الجمركية.

وسجلت إيطاليا، الدولة العضو في مجموعة السبع الكبار، فائضاً تجارياً بقيمة 42.1 مليار يورو (43.6 مليار دولار) مع الولايات المتحدة في عام 2023، وفقاً لمكتب الإحصاء بالاتحاد الأوروبي، وهو ثاني أعلى فائض في الكتلة بعد ألمانيا؛ ما يجعلها عرضة بشكل خاص للرسوم الجمركية.

وقالت الصحف الإيطالية إن ميلوني ستسعى إلى استخدام تحالفها مع ترامب لحماية الشركات المحلية، خاصةً منتجي الأغذية، من تعريفات ترامب، لكن المحللين يقولون إن إيطاليا ستظل تعاني، حتى لو وجه ترامب غضبه إلى مكان آخر داخل الكتلة.

قال أرتورو فارفيللي، مدير المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في روما «الاقتصاد الإيطالي مرتبط بالاقتصاد الأوروبي لدرجة أن التفكير في أن الرسوم الجمركية يمكن أن تعاقب فرنسا وألمانيا دون أن تؤذي إيطاليا هو وهم»، وأضاف «ميلوني تعرف هذا، وبالتالي سوف يتعين عليها تمثيل مصالح أوروبا أمام ترامب».

وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه لم يتضح بعد ما إذا كان ترامب يريد بناء أي جسور إلى أوروبا، مع ميلوني أو غيرها.


ميلوني وماسك


ميلوني قريبة أيضاً من الملياردير إيلون ماسك، الذي ظهر كمحرك رئيسي في دائرة اتخاذ القرار الداخلية للرئيس ترامب.

ودخلت حكومة ميلوني في محادثات لتوقيع عقد لمدة خمس سنوات مع ستارلينك، وهي جزء من إمبراطورية ماسك، بقيمة 1.5 مليار يورو.

يقول المسؤولون الإيطاليون إن الجيش والدبلوماسيين في البلاد يحتاجون إلى اتصالات آمنة عبر الأقمار الصناعية، وهذا ما توفره ستارلينك، ولا يمكنهم الانتظار حتى عام 2030، عندما من المتوقع أن يبدأ تشغيل نظام أوروبي منافس (IRIS2).

وهذا مثال واضح جداً على وضع ميلوني للمصالح الوطنية فوق المصالح الأوروبية.

ومن شأن عقد ستارلينك أن يوفر دفعة صغيرة للإنفاق الدفاعي الإيطالي، ولكن ليس بما يكفي لإرضاء واشنطن.

تتفق دول حلف شمال الأطلسي على أن الميزانية العسكرية للدول الأعضاء يجب أن تبلغ 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، بينما يدعو ترامب إلى زيادة هذه النسبة إلى 5 في المئة.

في إيطاليا، يبلغ الإنفاق نحو 1.5 في المئة، ويمنع جبل الديون الضخم ميزانية البلاد من أي إنفاق إضافي.

لا يعتقد غاليتي، من بوليسي سونار، أن تقبل واشنطن هذا النوع من التعهدات الغامضة برفع الإنفاق التي تواصل روما تقديمها على مدى عقد من الزمان، «لن نفي بوعودنا، ومجرد كوننا أقرب أصدقاء لترامب فهذا لن يساعدنا».