قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، اليوم الأربعاء، إن استخدام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الحواجز التجارية من أجل إجبار الشركات على ضخ الاستثمارات والتصنيع في الولايات المتحدة، هو نهج «مشكوك في جدواه»، نظراً لأن الاقتصاد الأميركي يعمل بالفعل بالقرب من طاقته القصوى.
وقالت لاغارد لشبكة سي إن بي سي، في مقابلة على هامش مشاركتها في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، «نظرية (نقل التجارة) هذه، أو بعبارة أخرى أنني سأخفّض الواردات من أوروبا لتعزيز التصنيع في الداخل الأميركي، مشكوك فيها، لأن الاقتصاد الأميركي يعمل بالفعل بكامل طاقته تقريباً في الوقت الحالي».
وقالت لاغارد إن البطالة منخفضة والقدرة على توظيف عاملين جدد مقيدة، لذا فإن إضافة قدرة تصنيع جديدة يستغرق وقتاً.
وأضاف الاقتصاد الأميركي في ديسمبر أكبر عدد من الوظائف منذ مارس، وانخفض معدل البطالة بشكل غير متوقع، ليختتم عاماً قوياً، بما يدعم تريث بنك الاحتياطي الفيدرالي حيال خفض أسعار الفائدة مجدداً.
وزادت الوظائف في القطاعات (باستثناء الزراعة) بمقدار 256 ألف وظيفة خلال شهر ديسمبر، وفق ما كشفه تقرير مكتب إحصاءات العمل الصادر الجمعة الماضية، وانخفض معدل البطالة إلى 4.1 في المئة، في حين ارتفع متوسط الأجر في الساعة 0.3 في المئة مقارنة بشهر نوفمبر.
وقادت قطاعات الرعاية الصحية والمساعدة الاجتماعية وتجارة التجزئة والترفيه والضيافة زيادة الأجور في ديسمبر، كما ارتفعت الأجور الحكومية.
واستقر معدل المشاركة، وهو نسبة السكان الذين يعملون أو يبحثون عن عمل، عند 62.5 في المئة، ولم تتغير أيضاً نسبة العمال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و54 عاماً، وأظهرت البيانات أيضاً أن عدداً أقل من الأشخاص فقدوا وظائفهم بشكل دائم، بينما تخلى المزيد من العمال عن وظائفهم طوعاً، في حين انخفض متوسط مدة البطالة للفرد.
وعلى مستوى العام، صمد سوق العمل الأميركي خلال 2024 رغم تكاليف الاقتراض المرتفعة واستمرار التضخم وعدم اليقين السياسي، حيث أضاف الاقتصاد 2.2 مليون وظيفة خلال العام بأكمله، وأظهرت البيانات المتعلقة بالإيداعات الأسبوعية لطلبات الحصول على التأمين ضد البطالة أن عمليات تسريح العمال ظلت ضعيفة في 2024.