بعد سنوات من معاناة شركات السيارات جرّاء نقص المكونات، تراجع في الآونة الأخيرة متوسط السعر المدفوع في أميركا لشراء سيارة جديدة إلى أقل من السعر المُعلن على الملصقات، وهو سعر البيع المقترح من قِبل الشركة المصنّعة، والذي يشترط القانون الأميركي وضعه على نافذة السيارة، وإن كان غير ملزم للتاجر.
لكن المتابع لأسعار السيارات في الولايات المتحدة سيلاحظ أنه كان هناك ارتفاع مطّرد في سنوات ما قبل الوباء نتيجة تحميل المشترين تكلفة «الكماليات» الإضافية.
وبحسب البيانات التاريخية لفترة 20 عاماً من موقع السيارات «إدموندز.كوم»، فإن الكماليات هي المحرك الأكبر لزيادة أسعار السيارات على مدار سنوات عديدة.
قفزة في أسعار السيارات
ارتفع متوسط سعر شراء السيارة الجديدة في أميركا من نحو 30 ألف دولار في 2009 إلى ما يقرب من 40 ألف دولار في 2019، قبل أن يعوق «كوفيد-19»، سلاسل الإمداد وإنتاج السيارات، وفقاً لموقع «إدموندز».
وفي العام الماضي، ارتفع هذا الرقم إلى نحو 46 ألف دولار، ومع ذلك انخفض متوسط سعر الطرز الأساسية قليلاً، مع تحول المستهلكين من السيارات السيدان إلى السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات الأعلى تكلفة.
وكانت الكماليات التي أضافها المشترون هي السبب الرئيسي وراء التكلفة الأعلى.
جاءت تصريحات الخبير الاقتصادي ستيف ريد، من مكتب إحصاءات العمل -وكالة حكومية أمريكية معنية بقياس التضخم- متفقة مع البيانات التي نشرها موقع «إدموندز».
وقال ريد «وفقاً لبياناتنا فقد انخفضت التكلفة الحقيقية للسيارات مقارنة بسلع أخرى».
تلك البيانات أخبار جيدة للسائقين المستعدين للتخلي عن الكماليات؛ فإذا كنت لا ترغب في دفع الكثير لشراء سيارة جديدة، فلا تنغمس كثيراً في قائمة الخيارات، فلست مضطراً لذلك.
السيارات الأقل سعراً في 2023
تعد سيارة «نيسان فيرسا» أرخص سيارة معروضة للبيع في الولايات المتحدة في 2023؛ إذ يبلغ سعر السيارة الأساسي 15 ألفاً و730 دولاراً، ولا يختلف هذا كثيراً عن السعر الأساسي لسيارة «هيونداي أكسنت» عام 2002، وهي أرخص سيارة جديدة كانت متاحة في ذلك الوقت.
هذا على الرغم من أن «فيرسا 2023» تتمتع بالعديد من المميزات القياسية، بما في ذلك التشغيل بضغطة زر، ومراقبة النقطة العمياء، وشاشة تعمل باللمس، وهو ما لم يكن الكثير منه متاحاً قبل عقدين من الزمن.
وبالنسبة للعديد من أنواع المركبات، ازدادت الفجوة بين أدنى سعر أساسي للسيارة ومتوسط سعر البيع للعملاء على مدار العقدين الماضيين، وفقاً لبيانات «إدموندز».
فمثلاً السيارة «مرسيدس الفئة إي»، كان الفرق بين سعرها الأساسي والسعر المتوسط بعد إضافة الكماليات 11.5 في المئة فقط في 2002، مقارنة بنحو 30 في المئة في 2022، في حين قفز الفارق في السيارة «شفروليه تاهو» من 14 في المئة إلى 41 في المئة على مدار الفترة ذاتها.
جاذبية السعر المخفّض
بشكلٍ عام، ارتفع متوسط الفجوة السعرية بين الطرز الأساسية والمركبات المعدّلة وفقاً لخيارات العملاء من 24.6 في المئة عام 2002 إلى 38.1 في المئة في 2022.
ومع احتدام المنافسة، وجدت شركات السيارات طرقاً لإبقاء الأسعار منخفضة حتى مع إضافة المزيد من تقنيات الأمان وميزات الراحة.
ويقول مايكل بريسون، مدير الاستراتيجية الاقتصادية في موديز، «عملياً، قد لا تدر أسعار الطرز الأساسية الكثير من المال لشركات صناعة السيارات، أو قد لا تدر المال إطلاقاً، لكن تلك الأسعار قد تجذب العملاء الذين يمكن إقناعهم بعد ذلك بشراء طرز أغلى».
(بيتر فالديس دابينا – CNN)