كشفت شركة بورشه يوم الثلاثاء النقاب عن أول نسخة هجينة من سيارتها الرياضية الشهيرة 911، في خطوة يمكن أن تساعد المحركات الكهربائية على أن تصبح أكثر قبولاً عند المستهلكين حتى في السيارات عالية الأداء.
تمثل هذه الخطوة كذلك تطوراً كبيراً لواحدة من أكثر السيارات شهرة في العالم، نظراً لتمتعها بكفاءة استهلاك الوقود بشكل عام دون التضحية بالقوة، إذ أصبحت السيارات الهجينة شائعة في العديد من أنواع المركبات، واكتسبت السيارات الهجينة شعبية متزايدة في الولايات المتحدة حتى مع بدء تباطؤ مبيعات النماذج الكهربائية البحتة.
وتبيع شركة صناعة السيارات الألمانية «بورشه»، وهي قسم تابع لشركة «فولكس فاغن إيه جي»، بالفعل نماذج هجينة تعمل بالكهرباء مثل سيارة كاين الكهربائية الهجينة الرياضية وسيارة باناميرا الكهربائية الهجينة ذات الأربعة أبواب، ولكن سيارة 911 الهجينة تختلف كلياً.
بداية، ستتوفر الطاقة الهجينة في نسخة واحدة فقط من السيارة، وهي 911 (كاريرا جي تي إس) عالية الأداء، ومن خلال محرك كهربائي مدمج في ناقل الحركة ذي الثماني سرعات لمساعدة محرك السيارة سداسي الأسطوانات، سينتج طراز 911 الجديد ما يصل إلى 532 حصاناً، أي أكثر بـ59 حصاناً من طراز (كاريرا جي تي إس) الحالي.
بينما تبيع «بورشه» عدداً من سيارات الدفع الرباعي أكثر بكثير من السيارات الرياضية هذه الأحيان، تظل 911 هي الطراز الرئيسي لشركة صناعة السيارات، حتى سيارات الدفع الرباعي «بورش ماكان» و«كاين»، بحوافها المستديرة وأغطية محركها المنحدرة، تستوحى في تصميماتها طراز 911.
وفي تغيير كبير آخر لبورشه، لن تكون هذه السيارة عبارة عن سيارة هجينة، كما كانت موديلات بورشه الهجينة الأخرى، وتُعد سيارتا كاين الكهربائية الهجينة وباناميرا الكهربائية الهجينة عبارة عن طرازين مزودين ببطاريات يمكن شحنها من شاحن السيارة الكهربائية، وكذلك بواسطة المحرك الخاص بالمركبة.
ويمكن لهذه الطرازات أيضاً أن تقطع مسافة معينة بالطاقة الكهربائية فقط بعد شحن البطارية بالكامل، ستكون «911 كاريرا جي تي إس» سيارة هجينة مستقلة بالكامل، ولا يتم شحنها إلا بالطاقة المستمدة من المحرك ومن المكابح، ولن تكون قادرة على القيادة لمسافات طويلة باستخدام الطاقة الكهربائية وحدها.
إلى جانب السيارات الهجينة، تبيع بورشه أيضاً سيارات كهربائية بالكامل، مثل (تايكان) وسيارة (ماكان الكهربائية) متعددة الاستخدامات الجديدة، لكن المسؤولين التنفيذيين قالوا إن سيارة 911 ستكون آخر سيارة بورشه تصبح كهربائية بالكامل، لأن هندستها فريدة للغاية وجوهرية لعلامتها التجارية.
وعلى الرغم من استمرار ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، فإن معدل النمو تباطأ بشكل حاد في الأشهر الأخيرة، وفي الوقت ذاته تنمو مبيعات السيارات الهجينة بشكل أسرع، قد يرجع تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية إلى الأسعار المرتفعة نسبياً للطرازات المعروضة للبيع حالياً ونقص أجهزة شحن السيارات الكهربائية العامة الموثوقة، ولكن تعتبر السيارات الهجينة أرخص عموماً ولا تتطلب شاحناً.
ومع ذلك، فإن هذا الطراز الهجين لن يكون رخيصاً، ستبدأ أسعار سيارة بورش 911 (كاريرا جي تي إس) 2025 بنحو 165 ألف دولار أميركي.
قاد سائق اختبار السيارة الهجينة من «بورشه» حول مضمار سباق نوربورغرينغ نورد شلايفه الشهير في ألمانيا في 7 دقائق و17 ثانية – أي أسرع بـ8.7 ثانية من الجيل الحالي المماثل 911 كارا جي تي إس، وحلبة نوربورغرينغ عبارة عن مسار ملتوٍ ومليء بالتحديات، لذا فإن الوقت الأسرع يشير أيضاً إلى أن تحكماً عالياً في السيارة لا يعوقه الوزن الإضافي للبطاريات والمحركات الكهربائية.
ويأتي الكشف عن النسخة الهجينة الجديدة بعد نحو 60 عاماً من إطلاق «بورشه» سيارة 911، وتم الكشف عن أول سيارة 911 في عام 1963، لكنها لم تدخل حيز الإنتاج حتى عام 1964، وكانت بمثابة إضافة أكبر وأقوى لطراز بورشه الأصلي 356.
كلا الطرازين اللذين تم إنتاجهما معاً لبضع سنوات فقط، كان لهما مقاعد خلفية صغيرة ومحركات مثبتة خلف العجلات الخلفية، كان التصميم مشابهاً لسيارة «فولكس فاغن بيتل»، وهي سيارة صممها فرديناند بورشه الأب، والد فرديناند «فيري» بورشه، الذي ابتكر سيارة 356، وقد عمل ابن فيري فرديناند «بوتزي» بورشه، على تصميم طراز 911، بعد شكل الدمعة 356، وظل شكلها، بما في ذلك المقاعد الخلفية الضيقة بشكل متزايد، كما هو بشكل أساسي منذ النموذج الأصلي.
(بيتر فالديس دابينا – CNN)