أثار التوسع المتوقع لشركة صناعة السيارات الكهربائية الصينية بي واي دي في باكستان الآمال في البلاد بأن الشركة المدعومة من وارن بافيت يمكن أن تساعد على تنشيط الصادرات في قطاع تصنيع السيارات.
قالت أكبر شركة خاصة لإنتاج الكهرباء في باكستان، هوب باور (هوبكو)، الشهر الماضي، إن شركتها الفرعية ميغا موتور دخلت في شراكة مع شركة تسلا المنافسة لإنشاء أول مصنع لتجميع السيارات الكهربائية في البلاد بحلول عام 2026.
وستمثّل خطة «بي واي دي» في باكستان أول مشروع للشركة في جنوب آسيا بعد أن أوقفتها حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي في الهند، التي فرضت قيوداً على الاستثمارات الصينية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة هوبكو، كامران كمال، في مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز، إن الهدف النهائي هو أن تبدأ باكستان بتصدير المركبات من المصنع بالقرب من ميناء قاسم في كراتشي.
وقال كمال «لدينا طموحات كبيرة لنصبح الشركة الرائدة في صناعة السيارات في هذا البلد بحلول نهاية العقد.. ولكي تكون أي صناعة في باكستان قادرة على المنافسة، فيتعين عليها التركيز على سوق التصدير».
وقال وزير المالية الباكستاني محمد أورنجزيب إن الحكومة تشجّع شركة «بي واي دي» على التصدير إلى أسواق إفريقيا وجنوب آسيا، بما في ذلك بنغلاديش وسريلانكا.
وانخفضت التجارة بين الهند وباكستان منذ عام 2019 بعد أزمة أمنية بين البلدين.
وفي مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز»، قال أورنجزيب: «نريد أن تصبح باكستان مركزاً للتصدير، نقطة على السطر.. العلامات التجارية الكورية موجودة هنا، والعلامات التجارية اليابانية موجودة هنا.. لكن الواقع هو أننا لم نصدر».
وقالت شركة «بي واي دي» إن تفاصيل خططها في باكستان لم يتم الإعلان عنها رسمياً بعد ورفضت التعليق أكثر.
ويأتي توسع الشركة في جنوب آسيا في الوقت الذي تنشئ فيه مصانع في تركيا والمجر وتايلاند والبرازيل، كما تبحث شركة BYD عن مواقع لمصنع جديد في المكسيك.
وتعمل شركة صناعة السيارات على توسيع نطاق تصنيعها خارج الصين مع فرض الدول رسوماً جمركية متزايدة على الصادرات الصينية، بما في ذلك السيارات الكهربائية والألواح الشمسية وطواحين الهواء.
وقال تو لي مؤسس شركة الاستشارات «سينو أوتو إنسايتس» إن خطط التوسع الدولية العدوانية ستساعد شركة «بي واي دي» على التصدير إلى الأسواق سريعة النمو على الرغم من الرسوم الجمركية في الولايات المتحدة وأوروبا، ولكنه حذّر من أن شركة «بي واي دي» لا ينبغي أن تتوقع «النمو غير المقيد» نفسه الذي تتمتع به الشركة في الصين مع تعلمها كيفية إدارة المصانع في بلدان مختلفة.
وأضاف «أن الشركات الصينية معتادة على امتلاك قدر كبير من السيطرة، ولكن ما سوف تجده هو أنه بسبب قوانين العمل وأخلاقيات العمل المختلفة والثقافات المختلفة، فسوف يكون لديها قدر أقل كثيراً من السيطرة مقارنة بما كانت تتمتع به عادة».
تُعدّ شركة هوبكو شريكاً مشتركاً في عددٍ من مشاريع الطاقة الصينية التي تم إنشاؤها في إطار الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وهي شبكة البنية التحتية البالغة قيمتها 60 مليار دولار والتي تُعدّ جزءاً من مبادرة الحزام والطريق في بكين.
وقال كمال إن الشركة ليست لديها خبرة سابقة في تصنيع المركبات لكنها تهدف إلى استخدام شبكتها الواسعة لتوليد الطاقة لإنشاء البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية في جميع أنحاء البلاد التي يبلغ عدد سكانها 240 مليون نسمة.
وذكر إنه «تتم مناقشة الحجم الدقيق للاستثمار وأنواع النماذج التي سيتم تجميعها في مصنع كراتشي».
وقالت شركة هوبكو إنها تتوقع بيع 100 ألف سيارة BYD هجينة قابلة للشحن وسيارات كهربائية بالكامل في باكستان سنوياً بحلول عام 2030، وهو ما يمثل نحو ربع إجمالي السيارات المباعة في باكستان، وفقاً لتقديرات الشركة.