تناقش هوندا و نيسان اندماجاً محتملاً، ما قد يجمع بين عملاقين يابانيين لصناعة السيارات وقعا مؤخراً في أوقات عصيبة.
وقالت الشركتان في بيان إنهما تُجريان محادثات، لكنهما لم تقدما أي تفاصيل أو إطاراً زمنياً لموعد إتمام الصفقة، إذا تم التوصل إليها، كما أنه ليس من الواضح الشكل الذي قد يتخذه المشروع المشترك المحتمل، وأفادت صحيفة نيكاي لأول مرة بخبر المحادثات المحتملة يوم الثلاثاء.
وقالت الشركتان في بيان يوم الثلاثاء «كما أُعلن في مارس آذار، تستكشف هوندا ونيسان احتمالات مختلفة للتعاون في المستقبل، والاستفادة من نقاط قوة كل منهما، وإذا كانت هناك أي تحديثات، فسوف نبلغ أصحاب المصلحة لدينا في الوقت المناسب».
وأكدت هوندا ونيسان أيضاً لشبكة CNN أن ميتسوبيشي، التي تعد نيسان المساهم الأكبر فيها بحصة 24 في المئة، جزء من هذه المحادثات الأولية، ما يجلب ثالث شركة تصنيع سيارات يابانية كبرى محتملة إلى الاندماج، ولم تستجب ميتسوبيشي لطلبات التعليق.
تأثير أنباء الاندماج في الأسواق
سجلت أسهم نيسان ارتفاعاً بنسبة 23.7 في المئة في آخر تعاملات، في حين تراجعت أسهم هوندا بنسبة 3 في المئة، بعد أن أكدت الشركة إجراءها محادثات بشأن الاندماج مع هوندا.
وقفز سهم ميتسوبيشي موتورز، الشريك المحتمل، بنحو 20 في المئة.
تبلغ القيمة السوقية لشركة هوندا 5.95 تريليون ين، أو نحو 38.8 مليار دولار، مقابل 1.17 تريليون ين، أو 7.6 مليار دولار لنيسان، وستكون أي صفقة الأكبر في الصناعة منذ اندماج فيات كرايسلر وبي إس إيه بقيمة 52 مليار دولار في 2021 لإنشاء ستيلانتس، بحسب رويترز.
في مارس آذار، أعلنت هوندا ونيسان أنهما ستتعاونان في مجال المركبات الكهربائية وفي أغسطس آب قالتا إنهما ستتعاونان في مجال تكنولوجيا البطاريات، لكنهما قد تستفيدان من تعميق علاقاتهما إذ واجهت كل منهما تحديات هذا العام.
لقد عانت كلتا الشركتين، مثل العديد من شركات صناعة السيارات غير الصينية، في السوق الصينية الواعدة ذات يوم، وهي أكبر سوق للسيارات في العالم؛ إذ توافد المستهلكون الصينيون على العلامات التجارية الأجنبية لكنهم تحولوا إلى حد كبير إلى العلامات التجارية المحلية، والتي تتمتّع بقيمة أفضل في البلاد، كما قدمت الحكومة الصينية حوافز للمساعدة على تسريع تبنّي العملاء للسيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن.
على الرغم من أن كلتا الشركتين تقدمان سيارات كهربائية وسيارات قابلة للشحن، فإن نيسان، على وجه الخصوص، كانت رائدة في تكنولوجيا السيارات الكهربائية، فقد طغت العلامات التجارية الصينية مثل بي واي دي على تكنولوجيتها وأصبحت أسعارها أرخص.
كما عانت نيسان منذ أصبح الرئيس التنفيذي السابق لها، كارلوس غصن، هارباً من اليابان إلى موطنه لبنان، وتم القبض على غصن في طوكيو عام 2018 للاشتباه في سوء السلوك المالي، وطردته نيسان، وقد نفى غصن مراراً وتكراراً التهم الموجهة إليه.
كانت إقالته قد هزت تحالف صناعة السيارات القوي بين نيسان ورينو وميتسوبيشي، وبعد أن كانت أكبر شراكة لصناعة السيارات في العالم، خفّضت رينو منذ ذلك الحين بشكل حاد حصتها في ملكية نيسان، ما أضعف شركة صناعة السيارات اليابانية.
وقالت نيسان إن دخلها التشغيلي بين مارس آذار وسبتمبر أيلول انخفض بنسبة 90 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وفي الوقت ذاته، تواجه هوندا، التي يبلغ حجمها خمسة أضعاف حجم نيسان، تحديات أيضاً، وأعلنت الشركة خططاً لبيع المركبات الخالية من الانبعاثات فقط في الأسواق الرئيسية بحلول عام 2040.