قال جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك «جي بي مورغان تشيس» يوم الاثنين إن الحرب في أوكرانيا والعلاقات الأميركية الصينية هما من أبرز المخاوف التي تكتنف الاقتصاد.

وشدد ديمون على أن الحرب في أوكرانيا «هي أخطر حدث جيوسياسي كان علينا التعامل معه منذ الحرب العالمية الثانية»، مشيراً أيضا إلى تأثير الحرب على العلاقات مع الصين.

وأضاف ديمون «أكثر ما يقلقني هو أوكرانيا»، موضحاً أن لقضايا مثل «النفط والغاز وقيادة العالم وعلاقتنا مع الصين الأولوية عن الهزات الاقتصادية التي يتعين علينا التعامل معها على أساس يومي».

بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا منذ أكثر من عام وأحدث اضطراباً في الاقتصاد العالمي ما أدى إلى حدوث صدمات في أسعار الطاقة والغذاء إلى جانب اضطرابات سلسلة التوريد العالمية ما أدى إلى ارتفاع معدلات التضخم في جميع أنحاء العالم وأدى إلى ارتفاع مؤلم في أسعار الفائدة من البنوك المركزية في العالم.

وتتمتع بكين بعلاقة وثيقة مع موسكو وتقوم الحكومة الصينية بشراء الطاقة الروسية وتزويدها بالآلات والإلكترونيات والمعادن الأساسية والمركبات والسفن والطائرات ما يمد الكرملين بشريان حياة اقتصادي.

وخلال الأشهر الأخيرة تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة والصين إذ تتنافس البلدان على الهيمنة على صناعة الرقائق الدقيقة بالإضافة إلى الخلاف بشأن الرسوم الجمركية ودعم الولايات المتحدة لتايوان وبالونات التجسس المحتملة.

وقال ديمون إن «جي بي مورجان تشيس» يقوم بدور نشط في تحسين العلاقة بين الولايات المتحدة والصين من خلال تقديم المشورة والمشاركة مع الحكومتين بشأن الحفاظ على العلاقات الودية، وأضاف أنه يأمل في أن تسود «العقول الأكثر هدوءاً» لكنه لا يعتقد بوجود حل تجاري للتخفيف من النزاعات المتزايدة.

ويرى ديمون أنه في حين أن «جي بي مورجان تشيس» يقوم بحصة عادلة من الأعمال التجارية مع بيجين فإن الحكومة -يقصد الحكومة الأميركية- وليس المؤسسات الخاصة هي التي يتعين عليها تخفيف التوترات.

وقال ديمون «ربما كان علينا أن نبدأ في هذا منذ 10 سنوات»، مضيفاً أنه يتعين على الحكومة الأميركية الجلوس وإجراء «محادثة جادة للغاية مع الحكومة الصينية».

ويعتقد ديمون أن الحرب في أوكرانيا يمكن أن تستمر لسنوات قادمة.

تباطؤ هادئ للاقتصاد

فيما يخص الاقتصاد الأميركي لا يزال ديمون يأمل في قدرة «الاحتياطي الفيدرالي» على تحقيق تباطؤ هادئ للاقتصاد وتخفيض أسعار الفائدة مع تجنب الدخول في ركود.

وقال ديمون «من الممكن حدوث ركود معتدل أو حتى ركود صعب»، مضيفاً «أعتقد أن هناك فرصة جيدة لأن ينخفض التضخم ولكن ليس بما يكفي بحلول الربع الرابع، ربما يتعين على «الاحتياطي الفيدرالي» فعل المزيد».

وأشار ديمون إلى الحالة الجيدة التي يتمتع بها المستهلك الأميركي، موضحاً أن الأسر ما زالت تمتلك أموالاً في حساباتها المصرفية أكثر مما كانت عليه قبل الوباء وما زالت تنفقه.

وقال إن المستهلكين في حالة جيدة «لكن هذا سينتهي في مرحلة ما».

ومع ذلك أكد ديمون أنه حتى لو دخلت أميركا في حالة ركود فإن المستهلكين أقوى بكثير وأكثر استعداداً للتعامل مع الانكماش عما كانوا عليه في عام 2008.

كتبت- نيكول غودكايند (CNN).