شكّلت الأسابيع القليلة الماضية فترة قاسية على بنك «فيرست ريبابليك» الذي يتخذ من سان فرانسيسكو مقراً له، والآن، ورغم كل محاولات إنقاذ المصرف، فإن بعض المحللين يرى أن انهيار البنك وشيك.
وانخفض إجمالي ودائع البنك بنسبة 41 في المئة خلال الربع الأول من العام الجاري، بحسب بيان للبنك صدر يوم الاثنين، ما دفع سهمه إلى مستويات قياسية منخفضة.
وتراجعت أسهم «فيرست ريبابليك» بنحو 35 في المئة خلال يوم الأربعاء في الساعة 7:55 مساءً بتوقيت غرينتش، بعد أن تراجعت بنسبة 49 في المئة يوم الثلاثاء.
وذكر «فيرست ريبابليك» في أحدث مكالمة له حول الأرباح أنه يستكشف خياراته الاستراتيجية، مشيراً إلى أنه يتخذ إجراءات لتعزيز أعماله وإعادة هيكلة ميزانيته العمومية.
وقال دون بيلسون من «غوردون هاسكيت» في مذكرة يوم الأربعاء، «السؤال الوحيد الذي يحتاج حقاً إلى إجابة هو ما إذا كانت مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية ستتحرك بشأن «فيرست ريبابليك» قبل عطلة نهاية الأسبوع أو خلال عطلة نهاية الأسبوع».
بينما قال ديفيد شيافيريني المدير الإداري لأبحاث الأسهم لدى «ويد بوش سيكوريتيز» لشبكة «CNN»، إنه لم يتبقَّ سوى ثلاثة خيارات قابلة للتطبيق من قبل بنك «فيرست ريبابليك».
الخيار الأول: مواصلة صراع البقاء
أحد الخيارات المتاحة أمام «فيرست ريبابليك» هو أن يحافظ على وضعه الحالي، ويواصل صراعه حتى في حالة تعثره كبنك قائم بذاته، وهذا يعني انتظار استحقاق أوراقه المالية وقروضه.
وذكر شيافيريني «سيكون هذا طريقاً طويلاً، لكن لديهم بعض السيولة التي ستمكنهم من الاستمرار».
وحاول مايكل روفلر الرئيس التنفيذي لـ«فيرست ريبابليك» طمأنة المستثمرين في مكالمة أرباح يوم الاثنين بأن البنك لديه سيولة كافية للقيام بذلك.
وقال إن المقرض لديه ضعف السيولة المتاحة للودائع غير المؤمن عليها (باستثناء 30 مليار دولار وردت من البنوك الكبيرة).
الخيار الثاني: بيع الأصول للبنوك الكبرى أو شركات الأسهم الخاصة
أشار شيافيريني إلى أن الخيار الثاني يتمثل في محاولة بيع البنك المتعثر بعض قروضه وأوراقه المالية بالتكلفة نفسها التي اشتراها بها للبنوك الكُبرى أو شركات الأسهم الخاصة، وفي المقابل، سيحصل المشتري على حصة أسهم ممتازة في البنك.
ولكن قال تشيافيريني إن هذا بيع صعب؛ إذ من المحتمل أن تُباع هذه الأصول بسعر أعلى بكثير من سعر السوق.
ومع ذلك، لا يزال بإمكان شركات الأسهم الخاصة الانقضاض وإنقاذ الموقف، كما قال تشيافيريني، «على الأرجح ستكون شركات الأسهم الخاصة مشاركة في هذا النوع من الصفقات، إنهم على استعداد لتحمل هذا النوع من المخاطرة».
الخيار الثالث: الحراسة القضائية
يرى تشيافيريني أن أكبر مخاوف المستثمرين هي لجوء بنك «فيرست ريبابليك» إلى الحراسة القضائية، إذ يمكن أن يكون للدخول في الحراسة القضائية عواقب وخيمة على عملاء البنك ومساهميه وموظفيه، وكذلك على النظام المالي الأوسع.
عندما يذهب بنك متعثر إلى الحراسة القضائية، فهذا يعني أن سلطة تنظيمية أو وكالة حكومية ستسيطر على البنك وأصوله، عادةً بهدف تصفية أصول البنك لسداد دائنيه.
وأضاف تشيافيريني أن هذا هو أسوأ خيار ممكن لأصحاب الأسهم الممتازة؛ لأنهم سيرون أموالهم تتلاشى في هذا السيناريو.
وهذا ما حدث لبنك «سيليكون فالي» في العاشر من مارس آذار، عندما استحوذت إدارة الحماية المالية والابتكار في كاليفورنيا على أصول البنوك، وفي حين تلقي جميع المودعين تعويضات، فلم يُعوض المساهمين.
والآن يقع «فيرست ريبابليك» في قلب الفوضى المصرفية المستمرة، ويشعر المستثمرون بالقلق من أن مشكلاته قد تؤدي إلى مزيد من المشكلات في القطاع المصرفي.
(نيكول جودكايند – CNN).